حين يهبط الفريق ويصعد المدرب – برايتنرايتر مع شالكه
١٣ يونيو ٢٠١٥لا يعني هبوط فريق من دوري الدرجة الأولى إلى الثانية تحمل مدربه المسؤولية. فالعمل جماعي ويتشارك فيه كل من إدارة الفريق ولاعبيه ومدربه وحتى الجهاز الطبي. فالكل يعمل لتحقيق هدف واحد هو الفوز.
ولهذا، فإن قرار شالكه اختيار أندريه برايتنرايتر مديراً فنياً للفريق خلفا للإيطالي المستقيل روبرتو دي ماتيو يمثل تحدياً وفرصة بالنسبة للمدرب الجديد وللنادي. برايتنرايتر كان حتى الأمس مدرباً لفريق بادربون، الذي فشل في البقاء بالدرجة الأولى بعد موسم متعب، ولكن برايتنرايتر نفسه هو الذي صعد بالنادي إلى دوري الأضواء.
شالكه يعتبر من أكثر الأندية الألمانية تغييراً لمدربيه خلال العشرة أعوام الماضية. فقبل دي ماتيو، أدار الجهاز الفني للفريق ينز كيلر، وقبله الهولندي هوب ستيفنز، الذي خلف رالف رانغينك في منصبه. رالف درب النادي لموسم 2004/ 2005 ثم عاد إليه في موسم 2011 بعد رحيل فيليكس ماغات عن تدريب الفريق لموسمين. وهذه القائمة تضم أيضاً مايك بوسكنز (مرتين خلال عشرة أعوام) وفريد روتن وميركو سلومكا.
هذا ويُنظر إلى شالكه كأحد الأندية ذات الشعبية الكبيرة في ألمانيا، ويصعب إرضاء مشجعيه الأوفياء. وإذا ما خاب ظن المشجعين بأداء الفريق، فإنهم يصبون جام غضبهم على المدرب وإدارة الفريق، مثلما حدث خلال الموسم الماضي حينما احتل الفريق المركز السادس في الدوري، ليكتفي بخوض الدور التمهيدي من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الموسم المقبل، بعد أن كان يمني نفسه بالمشاركة في دوري الأبطال (تشامبيونزليغ)، وهي نتيجة خيبت لآمال الجميع.
قوة الشخصية وقبول التحدي
وجاء اختيار إدارة شالكه لبرايتنرايتر بعد أن دخلت الإدارة في مفاوضات قبل ذلك مع ماركوس فينزيرل، مدرب آوغسبورغ، الذي رفض تدريب الفريق، ومارك فيلموتس، مدرب منتخب بلجيكا ولاعب شالكه السابق. غير أن برايتنرايتر أكد أنه لا يشعر بأنه حل في المرتبة الثالثة في قائمة المدربين المرشحين لتولي تدريب الفريق، موضحاً في لقاء أجرته مع صحيفة "بيلد"، التي لحقته إلى إجازته بجزيرة مايوركا الإسبانية: "لست مهتماً بما حدث من قبل. أنا أتطلع إلى التحديات الجديدة في ناد رائع".
قرار إدارة النادي اختيار برايتنرايتر كمدرب للفريق كان نتيجة لأسباب معينة. فالنادي يبحث عن مدرب شاب يملك ثقة بالنفس وقادر على السيطرة وتوجيه اللاعبين ولا يخاف من التحدي واتخاذ قرارات شجاعة، حسبما نقلت مجلة "كيكر" الرياضية الألمانية. كما أن برايتنرايتر صعد بفريق بادربورن الموسم الماضي إلى دوري الدرجة الأولى، وكان خصماً عنيداً للأندية الكبيرة خلال الموسم، إلا أنه لم يفلح في النهاية بعد صراع مرير بالبقاء في دوري الأضواء. ويبدو أن روح العناد لبرايتنراير مع بادربورن هي ما يحتاجها فريق شالكه، الذي افتقدها كثيراً خلال الموسم الماضي مع دي ماتيو.
تجربة تعيين مدرب لفريق يلعب بالدرجة الأولى بعد هبوط ناديه الأصلي حديثاً إلى دوري الدرجة الثانية ليست جديدة على الكرة الألمانية. فديتر هيكنغ، مدرب فولفسبورغ بطل كأس ألمانيا حالياً، هبط مع نادي لوبك إلى دوري الدرجة الثانية. كما أن يورغن كلوب هو الآخر انتقل إلى تدريب بوروسيا دورتموند بعد هبوط فريق ماينز الذي كان يدربه إلى الدرجة الثانية عام 2008.
مسيرة أندريه برايتنرايتر كمدرب ليست طويلة، فبعد حصوله على إجازة التدريب عام 2009 عمل كباحث عن المواهب (سكاوت) لفريق كايزرسلاوترن. وفي عام 2011 عمل لأول مرة كمدرب لنادي هافيلزه في دوري شمال ألمانيا المحلي وحقق معه بعض الإنجازات. لكن نجاحه الأكبر جاء مع بادربورن من خلال صعوده به من دوري الدرجة الثانية إلى الأولى في موسم 2013/ 2014.
ويرى المراقبون أن تدريبه لفريق عريق وكبير مثل شالكه سيمثل فرصة كبيرة وتحدياً له في مسيرته الرياضية. لكنها لن تعني النهاية لها أيضاً إذا لم يوفق مع الفريق خلال الموسم القادم. أما بالنسبة لشالكه، فإن قرار إدارة النادي تعيين مدرب شاب للفريق أثبت نجاحه في قيادة فريق بإمكانيات متواضعة مثل بادربورن وتحدى معه فرقاً كبيرة في دوري الدرجة الأولى، يعتبر قراراً شجاعاً من دون شك.