خبراء: إسرائيل غير مستعدة لشن حرب بالوكالة لحساب السعودية
١٧ نوفمبر ٢٠١٧عززت المقابلة الصحفية النادرة، التي أجراها رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت مع موقع "ايلاف" الاخباري السعودي و الذي يتخذ من لندن مقراً له التكهنات حول قيام تحالف بين إسرائيل والمملكة السعودية لشن حرب على إيران. ولا ترتبط السعودية وإسرائيل بأية علاقات دبلوماسية، بل ما يربطهما هو عدوهما المشترك إيران والتي بات توسعها في المنطقة يثير قلق كلا البلدين. فبعيداً عن خلافهما التاريخي، تصاعد التوتر مؤخراً في المنطقة بين إيران والسعودية.
هذه المقابلة التي أجراها رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت والتي ذكر فيها بأن إسرائيل "مستعدة لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة، وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة إيران، يرى خبراء أنها تأتي منسجمة مع رؤى ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عبر مرارا عن رغبته في توجهات شرق أوسطية سياسية جديدة، تدفع باتجاه اتفاق نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع وجود دور سعودي مؤثر.
واشتدت المنافسة الراهنة على النفوذ في عدد من ميادين القتال في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وحادث اعتراض صاروخ بالقرب من الرياض اطلقه المتمردون اليمنيون. كما غذى التصعيد الكلامي بين البلدين المتناحرين التكهنات حول توافق سري بين السعودية وإسرائيل حول امكانية شن حرب ضد إيران أو حليفها اللبناني حزب الله العدو اللدود للدولة العبرية.
إيران والتقارب الإسرائيلي العربي؟
تروج إسرائيل لفكرة مفادها أن نفوذ إيران والمعطيات الإقليمية الجديدة قد يؤدي إلى تحسن في علاقاتها مع دول عربية، وهي تشعر بالقلق من النشاطات النووية الإيرانية، وكذلك من خطر أن تقيم إيران - التي تشارك في القتال في سوريا- جبهة جديدة بالقرب من حدودها. كما تخشى إسرائيل تشكيل هلال متصل موال لإيران يمر عبر العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى المتوسط، لذلك هي تراقب عن كثب خطوط التماس مع لبنان وسوريا، التي يقف وراءها حزب الله.
من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني متهماً الرياض "من المشين والمزعج أن يطلب بلد مسلم في المنطقة ويترجى حتى النظام الصهيوني لقصف الشعب اللبناني. إلا أن ايزنكوت أكد عبر المقابلة أنه "لا توجد لدينا أي نية للمبادرة بهجوم على حزب الله في لبنان وإشعال حرب". وأضاف "لن نقبل أن يكون هناك تهديد استراتيجي على إسرائيل" وتابع رئيس الأركان الإسرائيلي "نرى من الجانب الآخر محاولات إيرانية قد تؤدي للتصعيد ولكني استبعد ذلك في هذه المرحلة".
استبعاد الحرب على إيران
ويرى مراقبون أن إسرائيل لا تريد مواجهة جديدة حاليا، لكن المنطقة التي تشهد كل هذه الاضطرابات، تبقى رهينة اي خطأ ممكن حدوثه. وبهذا الشأن تحدث كريم بيطار من معهد الشؤون الدولية والاستراتيجية في باريس عن "تضافر عوامل مقلقة جداً" بهذا الصدد. وقال إن "الاندفاع السعودي مدعوم من قبل رئيس أميركي مندفع بالقدر نفسه".
من جهته أكد جوشوا تايتلبوم من مركز بيغن- السادات الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية أن "المصالح (الإسرائيلية السعودية) متوافقة منذ فترة طويلة"، لكن إسرائيل توازن بين مخاوفها والمخاوف الخاصة بالسعوديين. وأضاف إن "إسرائيل لن تنجر إلى حرب لحساب السعودية".
وكتب عاموس هاريل الخبير في شؤون الدفاع في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الرياض راهنت مرتين في الماضي على قوة الضرب الإسرائيلية على أمل شن هجوم على منشآت إيران النووية ومن ثم تنفيذ عملية تدخل ضد قوات النظام السوري. وأضاف "لقد خاب ظنها في المرتين". لكنه اقر بأنه بما أن كلا من إسرائيل وحزب الله "هما في أغلب الأحيان على بعد وشيك من الحرب" فإن اندلاع النزاع يبقى محتملاً في أي وقت.
(إ. م، أ ف ب)