خبير ألماني: الضغوط الخارجية ستدفع عباس لتقديم تنازلات
٣٠ يوليو ٢٠١٠وافقت لجنة المتابعة العربية أمس الخمس (29 تموز/يوليو) على اجراء مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنها لم تتطرق إلى تفاصيل وشروط بدء هذه المفاوضات ولا إلى موعدها، تاركة ذلك لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وسارع رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان استعداده لبدء مفاوضات "مباشرة وصريحة" مع الفلسطينيين في غضون الأيام المقبلة.
وفي ظل موافقة الطرفين العربي والإستعداد الإسرائيلي يثار التساؤل حول متى ستبدأ هذه المفاوضات وتحت أي شروط وعلى أي أسس؟ والأهم من ذلك إلى ماذا ستفضي، إن جرت بالفعل؟ المحلل السياسي الألماني والخبير في شؤون الشرق الأوسط يوخين هيبلر، الباحث في معهد التنمية والسلام في جامعة دويسبورغ-ايسن، يعتقد أن المفاوضات ستبدأ قريباً، لكن الأهم في رأيه هو ليس المحادثات في حد ذاتها، وإنما الأساس الذي تقوم عليه وما إذا كانت ستنجح وتسفر عن نتائج محددة. وفي هذا الصدد يقول هيبلر في مقابلة مع دويتشه فيله: "منذ التسعينات كانت هناك جولات مفاوضات كثيرة بين إسرائيل والفلسطينيين ولكنها لم تؤد إلى أي حل حقيقي". ويعزي الخبير الألماني السبب في ذلك إلى غياب شروط ومتطلبات نجاح المفاوضات والارضية السياسة اللازمة لها لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في قيام دولتين.
نتانياهو سيبقى متصلباً في المفاوضات
ويضيف الخبير الألماني في حواره مع دويتشه فيله بأنه لكي تنجح المفاوضات وتحقق نتائجها المرجوة فإنه يتوجب "على كل طرف مراعاة مصالح الطرف الآخر، واحترام مبادئ القانون الدولي فيما يتعلق بالمستوطنات". وإذ يرى هيبلر المحادثات في حد ذاتها شيئا "يجابيا" في ظل وجود خلاف بين الطرفين، فإنه يبدو غير متفائل بـ"استعداد حكومة نتانياهو ووزير خارجيته ليبرمان لاتخاذ خطوات ضرورية" لنجاح هذه المفاوضات. ويبرر المحلل السياسي الألماني هذا التشاؤم بغياب مؤشرات تدل على استعداد رئيس الحكومة الإسرائيلية لاظهار المرونة في موقفه. وقد تبين ذلك في محادثات نتانياهو مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ونائب الرئيس الامريكي جو بايدن "حيث حاول الإصرار على موقفه وأظهر تصلباً وحاول تفادي التراجع عن مواقفه". ولهذا يستبعد هيبلر ان يخطو نتانياهو باتجاه عباس ويستجيب لمطالبه، ومن هنا يرى بأن "الحكومة الاسرائيلية الحالية ستبقى متصلبة في موقفها".
وبناءً على ذلك لا يستبعد هيبلر أن يبدي الرئيس الفلسطيني مرونة أكبر في مواقفه ومطالبه وشروطه للمفاوضات لأنه ليس أمامه خيار آخر غير ذلك بسبب الوضع السياسي الراهن في الضفة الغربية و"الاعتماد الكبير للسلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً ومالياً على الخارج".
ويضيف هيبلر بأن هناك "ضغط كبير جداً على عباس من الخارج سواء من أوربا أو الولايات المتحدة، وإلى حد ما من الدول العربية، لهذا فهو في موقف ضعيف ويتحتم عليه ان يبدأ المحادثات في وقت ما"، رغم معرفة الكل بأنها لن تحقق نتائج ونجاحاً كبيراً. ويقول الخبير الألماني بأن عباس في حال تقديمه لتنازلات أو تراجعه عن بعض مواقفه السابقة لن يفعل ذلك بشكل علني لأنه سيؤدي إلى ضعفه داخلياً.
عارف جابو
مراجعة: عبده جميل المخلافي