خبير: مصر تستعيد دورها الريادي وثقة جميع الأطراف
٥ أغسطس ٢٠١٤برعاية مصرية توصلت إسرائيل وحماس إلى الاتفاق على هدنة دخلت حيز التنفيذ منذ صباح الثلاثاء (الخامس من آب/ أغسطس)، حيث يفترض أن تستمر هذه التهدئة في مرحلتها الأولى حوالي 72 ساعة ويتوقع أن يتم تمديها لفترة أطول. فبالإضافة إلى اتفاق الهدنة، تحدث أحد المسؤولين المصريين عن اتفاق لإجراء مفاوضات أكثر شمولا في القاهرة خلال الأيام القادمة. نجاح الوساطة المصرية في تحقيق هذه الهدنة أعاد الحديث عن عودة الدور الريادي لمصر في المنطقة، كما يرى ذلك أستاذ العلوم السياسية المصري جمال زهران في حوار مع DW:
DW: نجحت مصر في إقناع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بقبول هدنة أولية تمتد لمدة 72 ساعة. هل يعني ذلك أن مصر في طريقها لاستعادة دورها الريادي في المنطقة؟
جمال زهران: أعتقد أن مفتاح الاستقرار الحقيقي في المنطقة العربية والشرق الأوسط هي مصر. وأرى أن مصر بادرت بطرح مبادرة متكاملة تقضي بوقف الحرب على غزة وفك الحصار على القطاع وفتح المعابر (...). ولم تكن هناك أي مبادرة قابلة للنقاش والتطوير على الأرض سوى المبادرة المصرية. أعتقد وفي إجابة مباشرة على سؤالك أن مصر تستعيد مرة أخرى ثقة جميع الأطراف وبالتالي دورها الريادي في المنطقة.
ماذا يعني نجاح الوساطة المصرية في تحقيق هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بالنسبة للقيادة المصرية الجديدة؟ هل يمكن اعتبار ذلك نجاحا شخصيا بالنسبة للرئيس عبد الفتاح السيسي؟
كانت هناك اتهامات للقيادة السياسية في مصر من قبل بعض الأطراف، فهناك من اعتبر أن مصر تقصر في حق الفلسطينيين بعدم تصعيدها مع إسرائيل، وهناك من اعتبر أن ما يجري في غزة هو اختبار حقيقي لقدرات عبد الفتاح السيسي كرئيس للدولة. لكن مصر تمارس دورها بعقلانية شديدة وستظهر الأيام القادمة أن مصر استطاعت أن تطرح مبادرة وأفكارا ستسمح لها باستعادة ثقتها بنفسها لممارسة الدور المنوط بها في المنطقة (...). المسألة ليست مسألة نجاح شخصي للرئيس السيسي، فالأمر يتعلق بالدولة ككل. هناك تحديات داخلية يجب مراعاتها، كما يجب مراعاة التحديات الإقليمية أيضا، فهناك محاولات لإضعاف الدور المصري في ظل التنافس الذي تعرفه المنطقة.
وفد حماس كان حاضرا أيضا في القاهرة إلى جانب باقي الفصائل الفلسطينية لمناقشة شروط الهدنة. هل يعني ذلك أن التوتر الذي يسود بين حماس والقيادة المصرية الجديدة في طريقه إلى الزوال؟
رغم حضور وفد حماس إلى القاهرة، أعتقد أن الدولة المصرية تحاول الابتعاد عن المحادثات المباشرة مع حماس لأن هذه الأخيرة لم يعد لها سند شعبي في مصر (...).
بموازاة إعلان نجاح الوساطة المصرية في التوصل إلى اتفاق الهدنة في غزة، أعلنت الحكومة المصرية بدء حفر قناة جديدة موازية لقناة السويس بهدف توسعتها. هل تعتقد أن إعلان ذلك في نفس يوم إعلان الهدنة هو محض صدفة، أم أن القيادة المصرية الجديدة تعمدت ذلك لتضخيم منجزاتها؟
هذا الموعد كان مخططا من قبل أن يعلن عنه اليوم، وليس له علاقة بنجاح الوساطة المصرية في تحقيق الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
___________
*جمال زهران: أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، وخبير في الشؤون السياسية المصرية، له العديد من المؤلفات والكتابات الصحفية.