030210 Genitalverstümmelung Deutschland
٥ فبراير ٢٠١٠تعيش معظم البنات ضحايا الختان في القارة الإفريقي، حيث يعتقد كثير من الناس أنه عن طريق الختان فقط يمكن منع البنات من علاقات جنسية قبل الزواج. إلا أن هذه الظاهرة وعكس ما يعتقد لا تقتصر على إفريقيا فهي موجودة في أوروبا أيضا وفي ألمانيا بالتحدبد، بحكم أحركات الهجرة المختلفة التي عرفتها البلاد، إذ يعيش فيها آلاف من النساء والفتيات اللاتي تعرضن لهذه العملية ومن بينهن لول أوتنريب المنحدرة من أصول صومالية.
بتر ... و صدمة مروعة
لول أوتنريب أمرأة لطيفة تشع عيناها بالبهجة، وبرغم أنها تجلس على كرسي متحرك بسبب حادثة تعرضت لها قبل عدة سنوات، إلا أنها تبدو نشيطة وحيوية لكنها حينما تتذكر أسوأ حادث في طفولتها، يظهر الحزن والفزع على عينيها. وتقول إنها تعرضت للختان حينما كانت في السادسة من عمرها وتضيف"كلمة ختان لاتكفي وإنما هي عملية بتر لجزء من الجسم يولد صدمة نفسية."
لول أوتنريب من أصل صومالي في التاسعة والأربعين من عمرها، قدمت إلى ألمانيا قبل ثلاثين عاما، وهي تعمل كمترجمة في مدينة بون. وفي بلدها الصومال تنتشر ظاهرة ختان الإناث كما هو الحال أيضا في بلدان إفريقية كثيرة، وتحكي طقوس الختان أن الذي قام به هو شخص متدين كان يسكن في المنطقة التي عاشت فيها، وقد أتى في صباح أحد الأيام باكرا. وبالمناسبة ارتدت ملابس جديدة، وبرفقتها الأقارب والجيران، وتضيف أنه بعد إجراء الختان يكون هناك احتفال وتقدم الهدايا والأطعمة "على الرغم من هذه العملية المرعبة".
وبرغم مرور السنين على تعرض لول أوتنريب للختان، إلا أنها مازالت تشعر تماما بحجم المعاناة وتقول إنها شعرت كما لو أنها "صعقها البرق"، فقد خضعت للختان بدون تخدير ولم يكن مسموحا لها بالبكاء لأن البكاء "دليل على الضعف". بعد ختانها لم تستطع لول أوتنريب قضاء حاجتها لمدة يومين ثم تعرضت بعدها لعدوى نتج عنها نزيف نقلت بسببه إلى المستشفى، وتؤكد أن الألم يبقى مع المرأة مدى الحياة ويسبب لها معاناة على سبيل المثال أثناء الوضع.
ألمانيا معنية بالظاهرة
يعتقد أن ختان الإناث يمارس في ثماني وعشرين دولة إفريقية و أسيوية، وكذلك في بعض دول الشرق الأوسط. وتشير إحصائيات إلى تعرض حوالي سبعين مليون فتاة للختان في العالم. وحسب تأكيدات غونتر هافركامب الذي يعمل لصالح مبادرة "رابطة السلام الأبيض"، التي تقاوم ختان الإناث منذ عام فإن ألمانيا معنية أيضا بالظاهرة. ويقول هافركامب إنه من الطبيعي أن الناس تأخذ معها عاداتها إلى البلد الذي هاجرت إليه، وعلينا أن نتوقع أن ختان الإناث "يمارس في ألمانيا نظرا لرغبة المهاجرين في الحفاظ القوي على عاداتهم".
في ألمانيا تقدر منظمات غير حكومية عدد الإناث المهددات بالختان أو اللاتي ختن بالفعل بحوالي ثلاثين ألف امرأة، وينظر القانون الألماني إلى ختان الإناث على أنه جرح بدني يستوجب العقاب حتى لو كان هذا الختان بموافقة الوالدين. كما أن الآباء الذين يرسلون بناتهم إلى الخارج من أجل ختانهن يرتكبون في نظر القانون جريمة، لكن هذا لا يردع كثيرا، حسب ما يقول غونتر هافركامب، والذي يقول إن كثيرا من الآباء يذهبون ببناتهم إلى بلدانهم الأصلية وتجرى لهن عملية الختان ويتابع "بل إننا سمعنا أن بعض الخاتنات أتين إلى ألمانيا، لكننا لم نستطع إثبات".
وتنشط في ألمانيا منظمات عديدة مدافعة عن حقوق الإنسان، وكذلك جمعيات وأشخاص يقومون بحملات مناهضة لعادة ختان الإناث وتشارك فيها أيضا لول أوتنريب عن طريق شرح تجربتها المريرة مع الختان. كما أنها تزور جمعيات تابعة لمهاجرين وتوزع منشورات ضد ختان الإناث، وتنتهز كل فرصة من أجل الحديث مع النساء الإفريقيات لتشجعهن على عدم ختان بناتهن وتحاول أن تحدث حراكا بين الأمهات بنشر الوعي بمخاطر هذه الظاهرة، لكنهن البعض منهن لا يتوارى في مواجتها بعبارة "توقفي عن الحديث من فضلك".
الكاتبة: ناديه بايفا / صلاح شرارة
المراجعة: حسن زنيند