"خسائر شركات الطيران أكبر من تبعات تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول"
١٩ أبريل ٢٠١٠ذكرت المفوضية الأوروبية أن الرماد البركاني القادم من أيسلندا كبد شركات الطيران في أوروبا خسائر فادحة تزيد عن التي تكبدتها في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة. وقال مفوض شئون النقل في الاتحاد الأوروبي ، سيم كالاس، اليوم الاثنين في بروكسل: "التأثيرات تتجاوز العواقب آنذاك بشكل واضح". وذكر كالاس أنه لا توجد حتى الآن بيانات دقيقة حول حجم الخسائر، إلا أنه من المحتمل أن يتم تقديرها خلال أسبوع ..
من جانبه قدر جيوفاني بيسينياني رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" أن خسائر إيرادات شركات الطيران بلغت الآن 250 مليون دولار يوميا، داعيا إلى تحرك عاجل لإعادة فتح المجال الجوي بشكل آمن وإلى عقد اجتماع للمنظمة الدولية للطيران المدني وهي هيئة النقل الجوي التابعة للأمم المتحدة. وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن يكون التأثير الاقتصادي لازمة البركان على شركات الطيران اكبر من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وبهذا الشأن صرح يواكين المونيا، مفوض شئون المنافسة بالاتحاد الأوروبي، الاثنين إن شركات الطيران الأوروبية التي تواجه خسائر ربما تكون مرشحة للحصول على مساعدات حكومية. و تأكد التقارير أن 80% من المطارات الأوروبية مغلقة حاليا، كما تم إلغاء نحو 85% من الرحلات الجوية حتى أمس الأحد.
تأمين سلامة المسافرين أولاً
يأتي هذا فيما اتهمت شركات النقل الجوي السلطات الأوروبية بالمبالغة في الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة سحابة الرماد البركاني باسم "مبدأ الاحتياط" كما حصل خلال وباء أنفلونزا الخنازير. وشككت هذه الشركات في مبررات العلماء حول خطر الجزيئات التي أدت إلى شل حركة الطيران وتعطيل مئات آلاف الركاب. وتحدث جان دومينيك جولياني رئيس مؤسسة شومن، وهي مركز أبحاث حول القضايا الأوروبية، عن "قرار ناجم عن الخوف أكثر منه عن العلم".
وفي ظل هذه الاتهامات، أعلنت الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي، أن أي قرار حول إعادة فتح المجال الجوي الأوروبي سيكون مشروطا بتأمين "سلامة" المسافرين. وقال وزير النقل الاسباني خوسيه بلانكو للإذاعة الوطنية الاسبانية "من الضروري أن نكون حذرين ونعتمد التشدد في تصرفاتنا. وعلى المواطنين أن يدركوا أننا نعمل لضمان سلامتهم رغم أن ذلك يتسبب بمشاكل كثيرة وخسائر فادحة".
وتطرق بلانكو إلى تذمر الشركات الجوية من القرارات المتعلقة بغلق المجالات الجوية، واقر بصعوبة التدابير الوقائية التي أدت إلى إغلاق عدد كبير من المطارات الأوروبية، لكنه قال "في أوضاع غير مرغوب فيها، لا يريد احد تحمل المسؤولية" إذا ما وقع حادث ما.
طائرات "إف16" ترصد تأثيرات الرماد البركاني
وبينما أعلنت عدة شركات أوروبية أنها تحققت من عدم خطورة الرماد المنتشر في الجو، بعد أن أجرت رحلات تجربيه بواسطة طائراتها، قال مسؤول أمريكي بارز اليوم إن طائرات مقاتلة من طراز "إف16" ، قامت برحلات تجريبية في المجال الجوي الأوروبي، ووجدت أن هناك تراكما لجسيمات من الزجاج في محركاتها نتيجة سحابة الرماد البركاني التي دفعت إلى إغلاق المجال الجوي للقارة.
ويمكن أن يتحول الرماد البركاني إلى زجاج بفعل الحرارة المرتفعة داخل محركات كتلك المجهزة بها مقاتلات اف-16. وقال المسؤول الأمريكي "إنها مسألة جدية جدا وقد يكون لها تأثير على القدرات العسكرية للحلف في المدى القريب"، مشددا على أن "المجال الجوي مقفل لأسباب وجيهة" في أوروبا.
وأوضح المسؤول أن حجم المناورات الجوية الجارية في الولايات المتحدة قد تقلص بغية إعطاء الوقت لدراسة تأثيرات سحاب الرماد البركاني هناك أيضا.
ورفضت مصادر عسكرية أطلسية الاثنين تحديد مدى تأثير اضطرابات الملاحة الجوية بسبب سحاب الرماد البركاني على الطيران العسكري لدول حلف الأطلسي.
(ي ب / ا ف ب / رويترز/ د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي