"خط الصحراء الساخن".. طوق النجاة من "قبر المهاجرين الجماعي"
٧ ديسمبر ٢٠١٩لصحراء الكبرى واحدة من أكثر طرق الهجرة خطورة؛ إذ تبتلع رمالها سنوياً آلاف البشر. ومن هنا أطلق عليها لقب "قبر المهاجرين الجماعي". وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد من اختفى أثرهم بين 2014 و2018 بما لا يقل عن 30 ألف إنسان. وربما يكون الرقم قد ارتفع على الأرجح في 2019
عبور الصحراء القاحلة أصبح أكثر خطورة منذ جرمت النيجر في 2015 تهريب البشر. آنذاك أخذ المهاجرون يسلكون طرقاً في الصحراء أكثر خطورة. قبل سنتين قررت مجموعة من الناشطين فعل شيء ما حيال الموت والمعاناة المتفاقمين: "خط الصحراء الساخن". ترأس الصحفي والمعلم السابق، شهو عزيزو، منذ شباط/فبراير من هذا العام المبادرة.
توعية وتوثيق وإنقاذ
المهمة الأولى للمبادرة هي توفير خط ساخن للمهاجرين عبر الصحراء. الرقم الدولي يبدأ بمفتاح النيجر حيث أسست المبادرة.
يتمركز ناشطو المبادرة كذلك في عدة دول، منها مالي وبوركينا فاسو وتوغو والمغرب وألمانيا والنمسا. بعد تلقي المبادرة اتصالاً تبدأ محاولة تسهيل عملية الإنقاذ بما فيها إخطار السلطات للمساعدة عند الضرورة.
أرقام الخط الساخن كالتالي: +22 780 296826 أو +22 785 752676
كما تزود المبادرة المهاجرين بمعلومات موثوقة عن مخاطر عبور الصحراء وبأرقام منظمات تقدم المساعدة في الدول التي سيمر بها المهاجرون. كما تعمل المبادرة على توثيق الحوادث والانتهاكات وحالات الوفاة.
موارد محدودة
الناشطين في شبكة "هاتف الصحراء الساخن" حوالي عشرين عضواً في عدة بلدات ومدن على طول طريق الهجرة إلى الجزائر وليبيا. يطوف الناشطون على دراجاتهم النارية بحثاً عن مهاجرين تاهين في الصحراء. ومن ثم يبلغوا السلطات المحلية لإنقاذهم؛ إذ أن المبادرة ليس بمقدورها امتلاك مركبة كبيرة لنقل المهاجرين.
في أوائل العام الجاري نظمت مبادرة "هاتف الصحراء الساخن" ورشة عمل في أغاديز في النيجر لتدريب أعضائها على مد يد العون للمهاجرين وعلى التوثيق. وتم منح الناشطين هواتف نقالة ليتمكنوا من الاتصال والتقاط الصور. بيد أن رئيس المبادرة، شيو عزيزو، يرى أن التواصل يبقى هو المعضلة الكبرى؛ إذ أن رصيد الهواتف ينفذ وأحياناً لا يوجد إشارة. تلك المشاكل يمكن حلها عند توفير موارد مالية أكبر للمبادرة.
الخوف من الملاحقة القضائية
الخطة الأساسية للمبادرة كانت توعية المهاجرين بمخاطر الرحلة عبر الصحراء الشاسعة. ومن هنا فقد أعدوا مطويات (بروشورات) ووزعوها في أغاديز. تتحدث المطوية عن كمية المياه المفترض أخذها خلال الرحلة وضرورة إبلاغ عائلاتهم أنهم ذاهبون في تلك الرحلة والكثير من المعلومات الأخرى.
مهما يكن من الأمر، منذ دخل القانون الجديد في النيجر حيز التنفيذ قلما يمر مهاجرون بأغاديز. يقوم المهربون بإخفائهم في أماكن سرية خشية أن تكتشف السلطات أمرهم.
ويقول شيو عزيزيو أن أي شيء له علاقة بالمهاجرين "ممنوع". وفي أفضل الأحوال سيتابع نشاطه خلال تلك الظروف الصعبة. وفي أسوأ الأحوال قد يقبع هو نفسه لفترة طويلة خلف قضبان السجن.
ماريون ماكغريغور/ خ.س
المصدر: مهاجر نيوز