خطاب أوباما أمام بوابة برلين يثير جدلاً بين السياسيين الألمان
١٠ يوليو ٢٠٠٨أثارت الخطبة المحتملة للمرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية السناتور باراك أوباما أمام بوابة براندنبورغ التاريخية في برلين، والتي تعد رمزاً لوحدة الألمانيتين، موجة من الجدل السياسي في ألمانيا وسجلت تبايناً واضحاً في الآراء، خاصة بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير.
المستشارة تعارض ولكن البرلمان هو صاحب القرار
وقد أبدت المستشارة معارضتها لخطبة أوباما أمام البوابة الشهيرة خلال زيارته المزمعة لألمانيا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وقال توماس شتيغ نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية أمس الأربعاء إن المستشارة تنظر إلى فكرة الخطبة المرتقبة بـ"عدم الارتياح إلى حد ما". وقد علل شتيغ موقف ميركل بسبب خشيتها من أن يتم استغلال الخطبة في إطار حملة أوباما الانتخابية لما يحمله المكان من دلالات تاريخية، الأمر الذي يتنافى مع موقف ألمانيا الحيادي من حملة الانتخابات الأمريكية. وقال شتيغ إن ميركل ترى أنه من غير المعتاد أن تجرى الحملات الانتخابية في دول أجنبية. إلا أن شتيغ أكد أن البرلمان المحلي في برلين هو صاحب القرار في هذا الأمر.
شتاينماير: الخطبة تعبر عن "الصداقة الألمانية الأمريكية الحية"
ومن جانبه رحب شتاينماير بخطبة أوباما المنتظرة، واعتبرها تعبيراً عن "الصداقة الألمانية الأمريكية الحية"، كما ذكر ينز بلوتنر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، وأضاف إن خطبة أوباما المنتظرة لا تمثل مشكلة بالنسبة لوزير الخارجية شتاينماير. وقال شتاينماير إنه لا يتفق مع ميركل في قلقها حيال هذا الأمر.
حكومة برلين لن تنظم خطبة أوباما
وأما عمدة برلين كلاوس فوفيرايت فقد رحب بخطة أوباما لإلقاء خطبته في برلين، نافياً حق المستشارة في إبداء رأيها في هذا الأمر. وأعرب في تصريحات نشرتها صحيفة "برلينر تسايتونغ" اليوم الخميس، عن سعادته إذا "استخدم أوباما برلين كمنبر لإلقاء خطاب مهم"، مؤكداً بالوقت نفسه دعم حكومة ولاية برلين ظهور أوباما أمام بوابة براندنبورغ. غير أن دور الحكومة سيقتصر على تقديم الضمانات الأمنية فقط وليس التنظيم.
أما توماس دي ميزيير، وزير الدولة للمهام الخاصة، فقد رحب من جانبه بخطابات الرؤساء الأمريكيين أمام بوابة براندنبورغ، ولكنه استثنى المرشحين للرئاسة، ضاماً صوته إلى صوت المستشارة. وقال إن هذا "الرمز الألماني"، الذي تمثله البوابة، يجب أن لا يتحول إلى "مسرح" للحملات الانتخابية الخارجية. وهو ما تنادي به الأصوات المعارضة لخطبة أوباما أمام البوابة التاريخية، التي بررت ذلك بكونه شخصاً عادياً، فحزبه الديمقراطي لم يرشحه بعد لخوض الانتخابات الرئاسية عنه أمام نظيره الجمهوري.
بوابة براندنبورغ... مسرح استعراض للرؤساء الأمريكيين
وقد كان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان قد استخدم بوابة براندنبورغ أثناء زيارته إلى برلين كرمز سياسي، حين وقف أمامها ووجه خطابه آنذاك إلى الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف مطالباً إياه بفتح "هذه البوابة". كما عبر كل من الرؤساء الأمريكيين جورج بوش الأب والابن وبيل كلينتون البوابة التاريخية. تجدر الإشارة إلى إن هذه لم تكن أولى الخلافات التي تنشب بين المستشارة ميركل ووزير خارجيتها شتاينماير، إذ ظهر بينهما بعض الخلاف العام الماضي، وذلك حين حمّل شتاينماير ميركل مسؤولية توتر العلاقات مع بكين بسبب استقبالها للزعيم الروحي لإقليم التبت الدالاي لاما في ديوان المستشارية في برلين.