خطة لقنص المجرمين في ريو البرازيلية
١٧ نوفمبر ٢٠١٨"الصحيح هو قتل لص يحمل مسدسا، والشرطة ستقوم بما هو صحيح". بكلمات درا كونية أعلن القاضي ويلسون فيتسل في إحدى الصحف استراتيجيته الجديدة في محاربة عصابات المخدرات في ريو دي جانيرو. وخلال بث مباشر لقناة "غلوبو نيوز" علق على مشاهد شباب مسلحين يتم تصويرهم من هليكوبتر. لو كانت هذه الصور تُأخذ من هليكوبتر تابعة للشرطة، لأصدر أمر إطلاق النار فورا.
على موجة المحافظين اليمينيين
قبل أسابيع لم يكن أحد يعرف القاضي فيتسل. في أغسطس حصل على واحد في المائة حسب استطلاعات الرأي. وفي نهاية أكتوبر تم انتخابه فجأة بنسبة ستين في المائة حاكما جديدا لريو دي جانيرو. يركب القاضي موجة اليمين المحافظ التي حملت المتشدد والعسكري السابق جائير بولسونارو إلى منصب الرئاسة. وفي الأول من يناير سيتولى فيتسل منصبه. والأولوية بالنسبة له هي مكافحة العنف المستشري. لاسيما وأن عملية إحلال السلم التي انطلقت عام 2008 لتهدئة الأوضاع في أحياء الصفيح من قبل قوى الشرطة في عين المكان انهارت، لأن عصابات المخدرات رجعت بكل قوة ومدججة بالسلاح إلى هذه الأحياء.
تأهيل قناصة
وجه فيتسل استفسارا إلى شرطة المنظمة عسكريا على مستوى الولاية وكذلك إلى الشرطة المدنية المختصة في الكشف عن الجنايات لمعرفة عدد القناصة في وحداتها. ويقول فيتسل بأنه يريد تكوين هذه الوحدات بشكل مكثف إلى قناصة. تواجه مثل هذه الخطط انتقادات كبيرة، لأن رجال الشرطة يقتلون "عن خطأ" مدنيين مثل أب العائلة الذي توفي، لأن الشرطة ظنت بأنه يحمل مسدسا في الوقت الذي كان يحمل فيه مظلة. وحتى تلاميذ المدارس غير آمنين إذا أطلقت طائرات الهليكوبتر النار على أحياء السكن الفقيرة.
تشجيع من بولسونارو
يعتزم فيتسل قريبا السفر إلى إسرائيل لشراء طائرات بدون طيار مجهزة بمسدسات رشاشة، والسيناتور فلافيو بولسونارو، ابن الرئيس الجديد جائير بولسونارو يريد مرافقة فيتسل، لأن الفكرة تعجب أيضا الرئيس الجديد لقتل اللصوص عن بعد. وقال بولسونارو بأن الجنود البرازيليين مارسوا هذه الخطة خلال تدخل القبعات الزرق في هايتي.
"لا يوجد هجوم شرعي"
لكن قائد الشرطة العسكرية في ريو دي جانيرو حتى بداية 2016، روبسون رودريغس يقول بأن القانون يسود في البرازيل. "لتنفيذ هذا الشيء يجب على فيتسل أولا إلغاء دولة القانون. إنها نكتة قانونية، لأنه لا يوجد في النهاية هجوم شرعي، بل فقط دفاع شرعي عن النفس". ويقول هذا القائد بأن هناك تصورا خاطئا عن القناصة.
لا وجود لمخططات ملموسة
رودريغس الذي تولى طوال سنوات وحدات إحلال السلم في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو يعتقد مقابل ذلك أن هناك حاجة إلى استثمار في المدارس والمشاريع الاجتماعية لفتح آفاق أمام الشباب. ورودريغس يعلم أنه يقف ضد الاعتقاد السائد. "إنها مسألة جدية أن يتم إرسال قناصة لجني تصفيقات السكان، لأن هؤلاء السكان عاطفيون ويعانون من مرض نفسي، كما أنهم مشلولون بالخوف ويتطلعون إلى عاصفة تنظف ما حولهم". واستغلال هذا الوضع من المشاعر يُعد انعداما كبيرا للمسؤولية. وتنبأ رودريغس بحصول عمليات قتل لعناصر الشرطة من قبل عصابات المخدرات. ويبلغ عدد العناصر التي يتم قتلها خارج الخدمة أكبر من الأعداد التي تقع ضحية القتل أثناء خدمتها. ومخططات فيتسل يُراد منها استعراض القوة دون وجود مخططات ملموسة لمكافحة الجريمة. ويعتقد خبراء أن الاستثمار في معدات حربية لتلميع صورة القناصة الذين ينقذون السكان خاطئة.
بولسونارو يطالب بتعديلات قانونية
جاءت ردود فعل المجتمع المدني في ريو مشمئزة من مخططات فيتسل، كما تقول أنيته فون شونفيلد، مديرة مؤسسة هاينريش بول في ريو. "لا يمكن للمجتمع المدني أن يقبل تصريحا مطلقا يعرض الناس للقنص أكانوا مجرمين أم لا". وتنتقد منظمة العفو الدولية بدورها المخططات التي ستتسبب فقط في مزيد من العنف وتخرق القوانين السائدة.
ويدرك القاضي فيتسل الوضع القانوني الشائك، غير أنه يقول: "لكنني أفضل الدفاع عن رجال شرطة أمام المحكمة عوض الذهاب إلى دفنهم. سندافع عن الشرطيين في المحاكم وفي حال توجيه التهمة إليهم سنستأنف الأحكام".
ويطالب الرئيس الجديد بولسونارو حاليا بتعديلات قانونية لفتح المجال أمام الشرطة، وقد تم التقدم بهذه المبادرة القانونية التي تشمل توسيع مفهوم الدفاع الذاتي الشرعي الذي يسمح بجرح أو قتل الشخص الذي يحمل السلاح.
توماس ميلتس/ م.أ.م