310809 Dialog Wettlauf Koran
٣ سبتمبر ٢٠٠٩أعلنت داران ألمانيتان للنشر أنهما تنويان نشر ترجمتين للقرآن الكريم إلى اللغة الألمانية قبيل انطلاق فعاليات معرض فراكفورت للكتاب في تشرين الأول/أكتوبر القادم. وستصدر الأولى دار النشر الألمانية "بيك" عن ترجمة للمستشرق من مدينة إيرلانغن هارتموت بوبزين، بينما ستنشر النسخة الثانية دار النشر "هردر" ومقرها مدينة فرايبورغ، قام بانجازها المفكر الأفغاني الأصل أحمد كريمي. وقد احتاج كريمي إلى عام فقط لترجمة القرآن. وركز في عمله على إبراز الإعجاز القرآني وبلاغة خطابه للقارئ الألماني. أما المستشرق بوبزين فقد انهمك عشر سنوات كاملة في البحث عن ترجمة دقيقة للقرآن، يستطيع القارئ الألماني المعاصر استيعابها، ومن تم فهم ما جاء في النص لقرآني.
منافسة حثيثة
وذكر المترجمان أنهما لم يكونا على علم بأن كل منهما يقوم بنفس المهمة، وأنهما في نهاية المطاف سيدخلان في منافسة حثيثة فيما بينهما حول من سيكون الأسرع في إصدار ترجمته للقرآن الكريم. في حوار مع دويتشه فيله تقول إيفا أورتمان، أستاذة الاستشراق في جامعة بون أن الملفت للنظر إن دارين للنشر رغبا في آن واحد بإصدار ترجمة للقرآن الكريم، وعرضها بسعر يقارب خمسين يورو. وذلك رغم أن المكتبة الألمانية تزخر بترجمة أقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها لغويا دقيقة ومخلصة بشكل كبير لنقل ما ورد في النص الأصلي. وهي الترجمة التي قام بها عالم اللسانيات رودي بارت عام 1962.
بيد أن عالمة الاستشراق تقر في ذات الوقت، أن ترجمة بارت نخبوية ، ويستعصي فهمها على القارئ العادي. مضيفة "أن هناك أيضا ترجمة أخرى للكاتب فريدرش روكرت ، إلا أنها تعتبر ناقصة ولا تنقل معاني القرآن بالشكل الصحيح. فالمترجم ركز في عمله بالأساس على البحث عن "لغة تنقل جمالية وموسيقية النص القرآني". وليس غريبا أن يقوم روكرت بذلك ، فهو مستشرق وشاعر اشتُهر في النصف الأول للقرن التاسع عشر. وقد تأثر بترجمته للقرآن الشاعر الكبير فولفغانغ فون غوته في كتابة مجموعته الشعرية "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي".
هل يمكن ترجمة القرآن؟
ومع تعدد زوايا الترجمة واختلاف منظور المترجم إلى النص القرآني ، يُطرح السؤال هل يجوز ترجمة القرآن أصلا ؟ أليس المسلم المثالي من يفقه اللغة العربية ويستشف معانيها ؟ هناك من يعارض جوهريا ترجمة القرآن الكريم ، لأن ذلك من شأنه تحريف كلام الله. إلا أن نديم إلياس ، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، يرى أنه "يجب ترجمة القرآن خصوصا في بلدان غير إسلامية كألمانيا ليتمكن غير المسلمين من فهمه وفهم الدين الإسلامي". ناهيك على أن هناك ملايين المسلمين ممن لا يتحدثون العربية ولا يفهمونها.
أما بخصوص الترجمات الألمانية للقرآن فيقول إلياس: "لا توجد هناك نسخة "مُلزمة". ولا عجب، يقول الرجل -الذي قام بدوره بترجمة القرآن إلى اللغة الألمانية- من أننا نصادف اجتهادات مختلفة للترجمة، وهذا إيجابي ، لأنه يساعد القارئ على التعرف على زوايا مختلفة من الخطاب القرآني".
اختيار صعب
وحتما ستأخذ ترجمات القرآن الكريم إلى الألمانية بعدا أكبر، عند إدراج مادة التربية الإسلامية في المدارس الألمانية. فحسب إلياس ، إذا ما تعلق الأمر بحصص مدرسية حول الجهاد أو مكانة المرأة في الإسلام أو غيرها من الموضوعات المرتبطة بالشريعة الإسلامية ، فإنه في هذه الحال، هناك حاجة ماسة إلى نصوص تحاول نقل وتقريب المعنى الوارد في القرآن". لكن أيّ من النسخ يمكن اعتمادها في المقررات الدراسية؟. ذلك قرار يقول نديم إلياس "يجب اتخاذه وفقا لمشاورات تقوم بها الجهات التربوية المختصة مع الجمعيات المسلمة. لأن أبناء هؤلاء من سيتلقى الدروس عند نهاية المطاف". وترجح عالمة الاستشراف إيفا أورتمان، من أن عملية الاختيار لن تكون بالهينة "فهناك من يميل إلى ترجمة يميزها الإنشاد واللغة البليغة ، في حين قد يفضل آخرون أخرى دقيقة".
الكاتب: بيتر فيلب / وفاق بنكيران
مراجعة: عماد غانم