"داعش" يرغم سكان بلدة سورية على مغادرتها
٦ يوليو ٢٠١٤أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد 6 يوليو/تموز أن تنظيم "داعش" الذي بات يسيطر على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، أرغم أكثر من ثلاثين ألف شخص من سكان بلدة الشحيل على مغادرة البلدة التي سيطر عليها قبل أيام، مشيراً إلى أن التنظيم سبق أن "هجر" حوالي ثلاثين ألف مواطن آخرين من بلدتي خشام وطابية جزيرة في المحافظة نفسها.
وبعد أن أعلن التنظيم إقامة "دولة الخلافة" وتنصيب "الخليفة إبراهيم"، أي زعيمه أبو بكر البغدادي، "أميرا للمؤمنين"، تمكن التنظيم الذي بات يسيطر على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، من الاستيلاء على قرى ومدن عدة في دير الزور من دون مقاومة تذكر، إذ دفع الخوف ونقص السلاح والتجهيزات، فصائل المعارضة السورية المسلحة المقاتلة في ريف دير الزور، إلى مبايعة "الدولة الإسلامية" أو الانسحاب من مواقعها.
وعلى صفحة تم استحداثها أمس السبت تحت اسم "الشحيل تستغيث" على موقع "فيسبوك" وانضم إليها حتى الآن أكثر من 1200 شخص، كتب ناشطون: "داعش من شدة خوفهم من الشحيل، اشترطوا أن يتم تهجير كل من في الشحيل إلى خارج المدينة لكي يستطيعوا أن يدخلوها. ومن شدة خوفهم أيضا وجبنهم دخلوا في مدرعات ودبابات ولم يدخلوا في سيارات عادية".
وتم تناقل شريط فيديو على موقع "يوتيوب" يظهر، كما يقول ناشطون، رجالا بينهم وسطاء وأعيان تولوا التفاوض على ما يبدو مع تنظيم "الدولة الإسلامية" يقومون بتبليغ الأهالي بـ"شروط داعش" على أهالي الشحيل. ومن هذه الشروط، بحسب الناشطين، تسليم كل السلاح الموجود في البلدة ابتداء من المسدسات، ثم "خروج الأهالي لمدة سبعة إلى عشرة أيام" من البلدة، "حتى يشعروا (الدولة الإسلامية) بالأمان"، فتتم عودة الأهالي.
#links# وشكك ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بنوايا تنظيم "الدولة الإسلامية" وبإمكان العودة، متهمين عناصر داعش بأنهم يريدون احتلال منازل البلدة ونهبها ويتحدر عدد من قياديي جبهة النصرة من بلدة الشحيل.
وقال المرصد إن البلدة فرغت من سكانها الذين "لجأوا إلى قرى وبلدات مجاورة، (...) وبعضهم لايزال يفترش العراء وسط ظروف غير إنسانية، ويعانون من ارتفاع درجات الحرارة ونقص في الأغذية والمياه". وأشار إلى مفاوضات قائمة بين "الدولة الإسلامية" وعشيرة الشعيطات التي تتوزع في قرى وبلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية في ريف دير الزور ويصل تعداد سكان هذه القرى إلى نحو 83 ألف نسمة، "بسبب محاولة الدولة الإسلامية فرض بند التهجير على أهالي هذه القرى" أيضا.
وقبل إعلان "دولة الخلافة"، كانت "الدولة الإسلامية" تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وهي انبثقت عن "الدولة الإسلامية في العراق"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة الذي عرف بالتفجيرات الدامية في العراق وعملياته ضد الجيش الأمريكي ومواقع دينية شيعية.
أطياف من "معارضة الداخل" السورية تندد بـ"الدولة الإسلامية"
ومن جانبها، نددت أطياف من "معارضة الداخل" السورية بتنظيم "الدولة الإسلامية"، مطالبة بمواجهتها، وفق ما ذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات. ونقلت الصحيفة عن القيادي في "تيار طريق التغيير السلمي" فاتح جاموس أن "إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عن إقامة دولة "الخلافة الإسلامية" هو "أخطر تجل للفاشية والأصولية يمر على المنطقة". واعتبر جاموس أن "المطلوب من الجميع في العراق وسورية والعالم المتحضر القيام بجهد وطني داخلي كي يتحول إلى جبهة واسعة من أجل إسقاط الفاشية".
من جهته، أوضح رئيس "تيار بناء الدولة السورية" المعارض لؤي حسين أن إقامة "دولة الخلافة الإسلامية هو قمة الخراب الذي وصلنا إليه"، مبينا أن "داعش بات واقعا من الصعب جدا تغييره بالقوة العسكرية والأمنية" وأن مواجهته يجب أن تكون عبر "مصالحات حقيقية وليست أمنية". أما "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي" المعارضة فحذرت، في بيان لها، من "هذا التطور الخطير الذي يهدد كيان الدولة السورية ووحدة وسلامة أراضيها" وأنه "ستكون له عواقب غاية في الخطورة إن لم يقم المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمواجهته".
س.ك/ع.ج.م (أ.ف.ب، د.ب.أ)