دراسة: اللاجئون ليسوا سبب فقر أطفال ألمانيا
٢٥ أبريل ٢٠١٧سلّطت دراسة جديدة، نشرت هذا الأسبوع، الضوء على أرقام تعطي بعداً جديداً لأسباب فقر الأطفال في ألمانيا، والذي هو الهجرة. وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة هانز بوكلر، عام 2015، فإن نحو 20 بالمائة من الأطفال في ألمانيا يعيشون تحت خط الفقر، لكن على ما يبدو فإن هذه الأرقام غير دقيقة.
وفي حين ارتفع المعدل العام للأطفال في ألمانيا، بنسبة 0,7 نقطة - أي حوالي 77 ألف طفل- انخفض العدد الإجمالي للأطفال الألمان الذين يعيشون تحت خط الفقر من13,7 إلى 13,5 بالمائة، ولم يتغير المعدل رغم أنه من بين الأطفال، الذين تم احتسابهم كأطفال مولودين في ألمانيا، أطفالاً من والدين مهاجرين.
لكن في العام نفسه، وبعد سياسة فتح الحدود واستقبال اللاجئين، وصل إلى ألمانيا حوالي 300 طفل على الأقل، وهذا ربما ما أدى إلى زيادة عدد الأطفال في ألمانيا.
اللاجئون ليسوا سبب المعاناة
تعتبر ألمانيا أن الذين يعيشون تحت خط الفقر هم الأسرة التي تمتلك ولدين دون 14 سنة ويبلغ دخلها الشهري الصافي 1978 يورو، أي ما يعادل 2129 دولار، أو أقل بقليل من 2000 يورو. ويحتسب هذا الرقم على أنه يحقق حوالي 50 بالمائة من المتوسط الطبيعي لدخل الأسرة، لذا فإن الدخل الذي يقل عن 60 في المائة من المتوسط الطبيعي للدخل، فإن صاحبه معرض للعيش تحت خط الفقر.
وتقدم الحكومة الألمانية مساعدة لطالبي اللجوء الذين حصلوا على الإقامة مساعدة نقدية أقل من المبلغ الذي يتقاضاه العاطلون عن العمل، حيث يتقاضى الشخص إذا كان أعزباً حوالي 400 يورو. من جهته يقول اريك سايلز -الذي أجرى الدراسة- لـDW: "لا يعاني الأطفال الألمان بسبب المساعدات التي تقدم للاجئين، وارتفاع معدلات الفقر بين الأطفال المولودين في ألمانيا لا يعود إلى أزمة اللاجئين، وهذه نقطة رئيسية".
غير أن الدراسة تشير إلى أن الانخفاض الطفيف بين الأطفال المولودين في ألمانيا لم يكن علامة على أن جميع الولايات لديها أسباب متشابهة، فعلى الرغم من الازدهار الاقتصادي ونظام الأمان الاجتماعي، شهدت ولايات شرق ألمانيا ارتفاعا في عدد الأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر بنسبة 3 نقاط، لتصل إلى 26.6 في المائة، مقارنة ب 18.3 في النصف الغربي من البلاد، وسجلت برلين، التي كانت تعاني من انخفاض نسبة الولادات منذ عقد تقريباً، ما يقرب من 30 في المائة.
وبحسب دراسة سايلز فإن الولايات التي تضم عدداً أكبر من السكان كولاية "شمال الراين- فستفاليا" والتي استقبلت أكبر عددٍ من اللاجئين، شهدت انخفاضاً في نسبة الفقر بين الأطفال، وعلى عكس ذلك فإن ولاية تورنغن في شرق ألمانيا، شهدت ارتفاعاً في نسبة الأطفال الذين يعيشون بفقر رغم أنها استقبلت أقل عددٍ من اللاجئين. ففي حالة تورنغن، أدى عدم كفاية مدخول الولاية أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة.
الفقر ليس نسبياً
العديد من المهاجرين الذي وصلوا إلى ألمانيا قد فروا من مناطق نزاع، كسوريا، أو من دول تعاني من فقرٍ مدقع، كإريتيريا، بعد رحلة خطيرة وشاقة، والعديد من اللاجئين يصلون بحالة صدمة جراء ما اختبروه، ويزداد الوضع النفسي للاجئ سوءاً مع صعوبة تسوية الوضع القانوني والإحساس بأنه أجنبي، وتتداخل بعض هذه الأعراض مع الأعراض الناجمة عن الفقر المزمن، كالاكتئاب والعزلة الاجتماعية وانعدام احترام الذات، وعادةً ما يعاني الأطفال اللاجئون من السببين معاً.
أوفي كامب المتحدثة باسم منظمة"أطفال ألمانيا الخيرية" " Deutsches Kinderhilfswerk" توضح: "الأطفال اللاجئون يشعرون عموماً بنفس الآثار الناتجة عن الفقر، مثل الأطفال المولودين في ألمانيا، فالفقر يؤدي إلى الاستبعاد، وهو ما يمكن رؤيته في سوء فرص التعليم، والرعاية الصحية السيئة، ويعاني الأطفال الفقراء في أغلب الأحيان من الأمراض والالتهابات، على سبيل المثال".
ر.ج / DW