دراسة جديدة: اندماج الأجانب في أوروبا بحاجة إلى مزيد من الدعم
١٦ أكتوبر ٢٠٠٧من يريد الهجرة إلى أوروبا، فعليه التوجه إلى السويد حيث يملك المهاجرون فرصا أفضل للاندماج في مجتمع البلد المضيف، هذا ما خلصت إليه دراسة أجراها "المجلس البريطاني" و"مجموعة سياسة الهجرة" وشملت 25 دولة عضو بالإتحاد الأوروبي إضافة إلى سويسرا والنرويج وكندا. وقام الباحثون بتقييم سياسة الاندماج في تلك الدول ومقارنة بعضها بالبعض الآخر مع استثناء كل من رومانيا وبلغاريا التي انضمتا حديثا للإتحاد الأوروبي.
وتمخض عن تلك الدراسة، التي قامت بتحليل دقيق للمجالات المرتبطة باندماج المهاجرين وتقيمها في الدول التي شملتها، أن السويد تحتل المرتبة الأولى من حيث فرص الاندماج والخدمات المخصصة لهذا الغرض، إذ حصلت على 88 نقطة من جملة 100 نقطة تتلوها البرتغال في المرتبة الثانية بحصة 79 نقطة، في حين احتلت لاتفيا ذيل القائمة بـ 33 نقطة. أما في ألمانيا فتظل الجهود المبذولة لإدماج الأجانب في المجتمع الألماني غير كافية ولا ترقى إلى المستوى المطلوب.
وتهدف هذه الدراسة بحسب يان نيسن مدير "مجموعة سياسة الهجرة" إلى مقارنة سياسات الاندماج في دول الإتحاد الأوروبي. فهو يرى أن السؤال المطروح الآن هو هل بات بإمكان الدول الأوروبية الاستفادة من تجارب بعضها البعض في هذا الحقل؟ كما يرى يانسن أن هذه الدراسة تتطرق إلى المعايير التي يجب إتباعها عند مقارنة ظروف الاندماج في مختلف الدول الأوروبية. الجدير بالذكر أن "مجموعة سياسة الهجرة" تأخذ على عاتقها تطوير سياسة الهجرة ومكافحة التمييز ضد المهاجرين.
اندماج المهاجرين مرهون بدعم الدول المضيفة
وخلصت الدراسة إلى أن اندماج الأجانب يحتاج إلى دعم الدول المضيفة من خلال عدد من التدابير كتسهيل دخولهم إلى سوق العمل ومنحهم حق الانتخاب والتجنيس. ودعا واضعو الدراسة الدول الأوروبية إلى التحلي بالجرأة في مقارنة القوانين والتشريعات القانونية المتعلقة بسياسة الاندماج، التي تقوم في نظر يانسن، على أسس مشتركة.
أما سيم أوزديم من حزب الخضر الألماني، والذي شارك في إعداد الدراسة، فقد اعتبر أن الدراسة تعد بمثابة مؤشر يقدم بيانات يمكن على أساسها معرفة ما تم إنجازه في مجال اندماج الأجانب وما يجب إنجازه مستقبلا. واعتبر أن البيانات التي ستظهر تقدم البعض وتأخر البعض الآخر في مجال سياسة الاندماج لا يمكن رؤيتها على أنها انتقاد قوي بقدر ما يمكن اعتبارها تشجيعاً لتكثيف جهود إدماج الأجانب وفرصة للتفكير في تحسين برامج الاندماج، ناهيك عن الاستفادة من خبرات الدول الأوروبية الأخرى.
السويد فردوس المهاجرين
وتنهج الدول الاسكندينافية سياسة اندماج ناجحة، ففي السويد يحق مثلا لكل أجنبي يقيم لمدة أكثر من عام واحد بمزاولة عمل في معظم المجالات بما في ذلك ممارسة الأعمال الحرة كما لو كان مواطنا أوروبيا. وفضلا عن ذلك تقدم الدولة مختلف المساعدات للمهاجرين العاطلين عن العمل كدروس اللغة والاستشارات لتسهيل دخولهم سوق العمل. ولا تتوقف حقوق المهاجرين في السويد عند هذا الحد، بل تمنحهم حق التصويت في الانتخابات المحلية والبلدية بعد مرور ثلاث سنوات على إقامتهم على أرضها.
ولن يكون هذا التقرير الأخير من نوعه، فهناك تقرير آخر يترقب صدوره في عام 2009 ويحمل عنوان "مؤشر اندماج جديد"، من أجل تسليط الضوء على التقدم الذي حققته الدول الأوروبية على وجه الخصوص في مجال اندماج الأجانب.