دراسة علمية: الفئران تستخدم الغناء أسلوبا لكسب قلوب بعضها البعض
١١ أكتوبر ٢٠١٢أشار الباحثان إيريك جارفيس و جوستاف أرياجا من جامعة دوك بمدينة دورهام الأمريكية إلى أن الفئران، التي تصدر موجات فوق صوتية والتي لا تستطيع أذن الإنسان سماعها، قادرة على تنويع هذه النغمات. الأمر الذي يجعل هذه القوارض ضمن مجموعة صغيرة جدا من "متعلمي الأصوات الجديدة" داخل مملكة الحيوان والتي ينتمي إليها عدد قليل من الحيوانات الثديية ومن عائلات الطيور.
الروائح عطرة تلهم الفئران للغناء
وأوضح الباحثان في دراستهما، التي نشرت نتائجها أمس الأربعاء (10 أكتوبر / تشرين الأول) في مجلة "بلوس ون" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم، أنهما فحصا المخ لدى عدد من الفئران المغنية والفئران غير المغنية، بالإضافة إلى الفئران التي يمكن حثها على الغناء من خلال روائح عطرة ولكنها غير قادرة على سماع غنائها هي نفسها. و تبين لهما من خلال نشاط الجينات المسؤولة أن ذكور الفئران المغنية لديها اتصال بين مركز الأصوات في المخ وما يعرف بالفص الجبهي بنفس الشكل الموجود لدى الإنسان. وبذلك تستطيع هذه الفئران التحكم في غنائها من خلال السمع، وهذا الاتصال ضروري للغناء ويوفر ترددات ونبرات ثابتة، حسبما تبين للباحثين.
فئران قادرة على تعلم أصوات جديدة
كما اكتشف الباحثان أن الفئران المغنية التي التقت بفئران غريبة عنها عدلت أصواتها مع مرور الوقت لتصبح قريبة من أصوات الفئران الغريبة، مما يبين حسب العلماء أن الفئران قادرة على تعلم الإشارات السمعية الجديدة. وهو أمر لا تستطيع فعله حتى أجناس القردة القريبة من جنس الإنسان، ولكن تستطيعه الحيتان والدلافين والطيور المغردة والببغاوات إلى جانب البشر بطبيعة الحال.
وكان فريق الباحثين تحت إشراف فراوكه هوفمان من معهد كونراد لورينس لأبحاث السلوك في العاصمة النمساوية فيينا قد اكتشف مؤخرا أن إناث الفئران المنزلية تستجيب لغناء ذكورها وتنفعل معه. كما توصل الباحثون، في دراسة نشرتها مجلة "سايكولوجي اند بهيفيار، إلى أن هذه الإناث كانت قادرة على تمييز الفئران الغريبة عن الفئران القريبة من خلال هذا الغناء.
أ.ب/ ش.ع (د.ب.أ)