دراسة علمية: الوحدة تزيد مخاطر وفاة مرضى القلب
٩ أغسطس ٢٠١١كشفت دراسة أمريكية أن العيش وحيداً عقب الإصابة بأزمة قلبية مرتبط بارتفاع خطر الوفاة خلال الأعوام الأربعة التالية. كما ربطت الدراسة بين نقص الدعم في المنزل وبين انخفاض نوعية الحياة بعد عام واحد فقط من الإصابة. وذكرت الدراسة التي نشرت في الدورية الأمريكية لطب القلب أنه على الرغم من أن مخاطر الوفاة بعد عام واحد من الإصابة بأزمة قلبية كانت تقريباً واحدة بين المرضى، الذين عاشوا بمفردهم، وبين الذين أقاموا مع آخرين، إلا أن المخاطر تزداد بعد أربعة أعوام بالنسبة للمرضى الذين يعيشون بمفردهم، بنسبة 35 بالمائة.
تأثير الأصدقاء والحيوانات جيد على الصحة
ورغم أن الدراسة لم تثبت أن الإقامة المنفردة تسبب الوفاة المبكرة، إلا أن الفريق فسر الاختلافات بين الذين يعيشون بمفردهم والذين يقيمون مع آخرين فيما يخص النوع والعرق والحالة الاجتماعية وملكية الحيوانات الأليفة. وترى أخصائية طب القلب في عيادة مايو في روخستر بولاية مينسوتا شارون هايس أن الدراسة تؤكد وجود اختلافات بين الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم والذين لا يعيشون بمفردهم.
وقد أثبتت الدراسة أن شبكة العلاقات الاجتماعية لها تأثير على جوانب عدة في حياة الإنسان، فعلى سبيل المثال تمتع نحو ثلث الذين شملتهم الدراسة وكانوا يعيشون مع آخرين بأوزان صحية بالنسبة لأطوالهم مقارنة بنحو خمس المشاركين فقط في الدراسة ويعيشون بمفردهم. وكان المقيمون بمفردهم أكبر سناً وأكثر إقبالاً على التدخين بواقع الضعف. وكانت دراسات أخرى قد رأت أن وجود شبكة اجتماعية قوية مرتبط بالتمتع بصحة جيدة. وأظهرت دراسات أخرى أن امتلاك حيوان أليف مرتبط أيضا بطول العمر.
فتش عن صديق
#b# وأوضحت الدراسة أن مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم تقليل المخاطر المصاحبة للإقامة الفردية بتوفير دعم إضافي أو متابعة للأشخاص الذين تعرضوا مؤخراً لأزمات قلبية. من جانبها تقول ايملي بوتشولز، رئيسة فريق البحث في مدرسة الطب بجامعة ييل: "ينبغي ان يكون للدعم الاجتماعي أهمية عقب الإصابة بأزمة قلبية". وتضيف الباحثة الأمريكية: "ينبغي توجيه اهتمام خاص لضمان أن يحظى المرضى الذين يعيشون بمفردهم، بدعم اجتماعي مناسب من الأسرة والأصدقاء والجيران لتحسين تعافيهم".
وبالإضافة إلى نقص الدعم الاجتماعي فإن الأشخاص الذين يعيشون وحدهم قد لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها للتمرين وتناول العقاقير أو تنسيق مواعيد الطبيب مما يزيد خطر الوفاة. ويحتاج مرضى الأزمات القلبية الذين يفتقرون لدعم اجتماعي، للتحلي بالمبادرة في البحث عن علاقات مع الناس في محيطهم وعملهم وأماكن العبادة. وتوجه الباحثة الأمريكية نصيحة للمرضى قائلة "لن تأتي هذه الأشياء إليهم لذا يتعين عليهم البحث عنها. ولكن لا ينبغي أن يظن الناس انه محكوم عليهم بالموت إذا ما عاشوا بمفردهم."
(م.م/ رويترز)
مراجعة: عماد غانم