دعوة إلى انتفاضة شعبية جديدة ضد حكم الأسد والضحايا بالعشرات
٢٦ مارس ٢٠١١بعد يوم دام شهدته المدن السورية الكبرى، التي جابتها مظاهرات ومواجهات أسفرت عن قتلى وجرحى، يسود اليوم السبت (26 مارس/ آذار) هدوء حذر انتظاراً لما ستؤول إليه الإحداث لاسيما بعد أن دعت مجدداً مجموعة "يوم الغضب السوري" إلى "انتفاضة شعبية" اليوم السبت في جميع المدن السورية "لإغاثة مدينة درعا". ودعت المجموعة إلى "انتفاضة شعبية في جميع المحافظات السورية"، مشددة على عبارة "قولوا الله يارجال" التي شاع استخدمها من قبل الثوار ضد الاحتلال الفرنسي في مسلسل "باب الحارة" الجماهيري.
وانتشرت الاحتجاجات في أنحاء سوريا أمس الجمعة في تحد لحكم أسرة الأسد المستمر منذ 40 عاماً بعد أن قتلت القوات السورية عشرات المتظاهرين في جنوب البلاد. وتفاقمت الاضطرابات في درعا الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت الشرطة أكثر من 12 تلميذاً لكتابتهم على جدران مبان شعارات مستوحاة من مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في الخارج. ودرعا هي معقل للعشائر المنتمية للأغلبية السنية التي تشعر بالاستياء إزاء السلطة والثروة التي تهيمن عليها النخبة العلوية المحيطة بالأسد.
عشرات القتلى
وفيما يتعلق بضحايا مواجهات الجمعة تفاوتت تقديرات عدد القتلى، حيث قال شهود عيان ووسائل إعلام إن قوات الأمن فتحت النار على المتظاهرين قرب مدينة درعا الواقعة جنوب البلاد. وذكرت قناة (العربية) الإخبارية أن ما لا يقل عن 20 متظاهرا قتلوا، فيما قال مسؤول سوري رفض الكشف عن اسمه أكد لوكالة فرانس برس إن تظاهرات الجمعة "أوقعت 13 قتيلاً بينهم رجلي إطفاء وأحد الموظفين الذين تم قتلهم على يد المتظاهرين". وأكد ناشطون حقوقيون من جهتهم مقتل 25 شخصاً.
من ناحيتها قالت منظمة العفو الدولية أمس الجمعة إنه من المعتقد أن ما لا يقل عن 55 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات داخل مدينة درعا وحولها منذ أسبوع. وقالت الحقوقية الدولية المنظمة في بيان "فتحت قوات الأمن النار مجدداً على المحتجين في (بلدة) الصنمين ونفذت اعتقالات في دمشق وفقاً لتقارير وردت اليوم الجمعة بعد يوم من تعهد السلطات بالتحقيق في العنف". فيما قدرت تقارير إخبارية حصيلة القتلى بما لا يقل عن 45 شخصاً قتلوا بعد قيام شرطة دمشق بقمع آلاف المتظاهرين في الأسبوع الماضي.
إدانة أمريكية ومناشدة أممية
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة إن مطالب السوريين من أجل الإصلاحات الديمقراطية "مشروعة" ويجب على الرئيس السوري بشار الأسد احترامها. وقال بان كي مون إنه بحث الموقف المتدهور في سوريا خلال محادثة هاتفية مع الأسد. وأشار إلى أن الشعوب في أنحاء مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"عبرت عن تطلعاتها الديمقراطية بوسائل سلمية". وذكَّر المسؤول الأمم بأن " الحكومات ملتزمة باحترام وحماية الحقوق الأساسية لمواطنيها"، داعياً السلطات السورية إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس والتعبير عن الأمل في رد فعل ذو معنى على التعبير عن المخاوف المشروعة".
وحثت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الرئيس الأسد على الامتناع عن العنف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس الجمعة: "ندين بشدة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين"، لكن متحدثة باسم وزارة الإعلام السورية نفت هذا الاتهام وقالت إن بعض المحتجين كانوا يحملون أسلحة.
إطلاق سراح 200 معتقل سياسي
من ناحية أخرى قال محام مدافع عن حقوق الإنسان إن السلطات السورية أطلقت سراح 260 سجينا معظمهم من الإسلاميين من سجن صيدنايا أمس الجمعة. وأضاف المحامي الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن السجناء أكملوا ثلاثة أرباع مدة عقوبتهم على الأقل ويحق لهم الإفراج عنهم إلا أن السلطات نادرا ما كانت تمنحهم هذا الحق من قبل. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقال رامي عبد الرحمن، السبت أن "السلطات السورية أفرجت مساء أمس (الجمعة) عن أكثر من مئتي شخص من سجن صيدنايا"، مشيرا في اتصال مع وكالة فرانس برس، أن "الغالبية العظمى منهم من الإسلاميين". وأوضح عبد الرحمن الذي نقل الخبر عن المحامية سيرين خوري أن الإفراج جاء "بناء
على طلب إخلاء سبيل"
(ع.ج.م/ أ ف ب/ دب أ/ رويترز)
مراجعة: عماد مبارك غانم