دكاكين مجانية في المدن الألمانية
٢٤ ديسمبر ٢٠٠٩منذ عام 2004 ، وإلى جانب نحو خمسين محلا مجانيا في ألمانيا، يوجد في مدينة كولونيا الألمانية دكان يقدم لمرتاديه أشياء مستعملة من دون مقابل. وهو متجر صغير مليء بالرفوف المعلقة على جدرانه، حيث تعلق قمصان رجالية وملابس صوفية للجنسين وبناطيل للأطفال وكتب. كما يحتوي على ركن للعب الأطفال، وخلف بابه حوامل خشبية تحمل أكوابا للماء، وكؤوسا للبيرة، وأطباقا زجاجية صغيرة، وبعض أطقم القهوة المزخرفة بأشكال الورود، وأدوات منزلية أخرى.
الأزمة المالية وراء مثل هذه المتاجر
ولا يوجد على أي من هذه الأدوات والبضائع أي ملصق للثمن، كما لا يوجد بالتالي من يحصل أثمانا لها، إذ إن الحصول على أي منها يتم مجانا، أي كهدية يقدمها المحل للراغب فيها "بكل ود"، كما تقول السيدة هايدي رينكاو، احدى القائمات على شؤون هذا المحل، مضيفة أنها تلاحظ أن الفقر بدأ ينتشر بين المواطنين، ومن تشح لديه النقود سيحصل في هذا الدكان على ما يريد من دون أن يدفع ثمنا أو يبرر احتياجه إلى هذا الشيء. بيد أن لكل زبون أن يحصل على ثلاثة أشياء فقط مما يعرضه المحل.
وتعليقا على قول احدى السيدات التي وقفت تتصفح الكتب التي يعرضها المحل بأن ما دفعها إلى الإقبال عليه هو أنها عاطلة عن العمل، قالت رينكاو، البالغة من العمر اثنين وستين عاما، بأن الإقبال على هذا الدكان المجاني لا يقتصر على العاطلين عن العمل، إذ تأتي إلى المحل عاملات نظافة، وأمهات شابات للبحث عن لعب لأطفالهن، وكذلك مدرسون وموظفون آخرون وطلبة، مشيرة إلى أنها اعتقدت في بداية نشاط هذا المحل أن من سيقبلون عليه سيكونون ممن يتلقون مساعدات اجتماعية أو ممن هم بلا مأوى.
"قم بالشراء، تكن سعيدا"؟
غير أن الإقبال على هذا الدكان لا يحدث في فترة عيد الميلاد المجيد وحسب، وإنما في سائر أيام السنة أيضا، كما تقول السيدة رينكاو، التي تضيف أن المبدأ الذي يقوم عليه نشاط هذا المحل هو بكل بساطة: من يحتاج إلى شيء يأخذه، ومن يستغن عن بعض حاجياته فعليه أن يقدمها إلى المحل، موضحة أن فلسفة فكرة هذا الدكان تتمثل في انتقاد الإسراف في الاستهلاك، ومناهضة الرأسمالية. وتضيف بأن مقولة "قم بالشراء، تكن سعيدا"، ليست صحيحة، فالسعادة لا صلة لها بالتجارة والشراء، مشيرة إلى أنها تعتبر أن السعادة في الإهداء المتبادل.
والسيدات القائمات على شؤون المحل يتطلعن أيضا إلى ثلاث أمنيات: متجر أكبر من المتجر الحالي، وبعض الشبان أو الشابات للمساعدة في القيام بشؤونه، وضمان قيمة إيجاره. إذ يتعين عليهن توفير هذا الإيجار الذي يتم بطريق التبرع .
الكاتب: مونيكا غريبيلر/ محمد الحشاش
مراجعة: هشام العدم