دمشق ترفض الدعوة العربية لإرسال قوة سلام أممية
١٢ فبراير ٢٠١٢دعت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري الاحد (12 فبراير/ شباط) في القاهرة مجلس الامن الدولي إلى إصدار قرار بتشكيل "قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة"، للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا التي تشهد احتجاجات شعبية دامية منذ 11 شهرا. وقالت الجامعة في بيانها الختامي إنها قررت "دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار" في سوريا.
من جانب آخر قررت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري رسميا إنهاء مهمة بعثة مراقبيها في سوريا. وجاء في البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب أن الجامعة قررت "إنهاء مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية المشكلة بموجب البروتوكول الموقع عليه بين الحكومة السورية والأمانة العامة للجامعة بتاريخ التاسع عشر من كانون الاول/ديسمبر 2011".
كما دعا وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي إلى فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية، وتقديم كافة أنواع الدعم لها. وجاء في البيان الختامي للوزراء العرب أن الجامعة قررت "فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتوفير كافة أشكال الدعم السياسي والمادي لها".
وفيما تحفظ لبنان علي قرارات الجامعة، تحفظت الجزائر علي البندين الخاصين بتشكيل قوات حفظ سلام عربية والطلب من المجموعة العربية في الأمم المتحدة تقديم مشروع قرار للجمعية العامة في أقرب الآجال يتضمن المبادرة العربية وباقي القرارات الصادرة عن الجامعة في هذا الشأن.
سوريا ترفض قرارات الجامعة "جملة وتفصيلا"
وفي أول رد فعل سوري على قرارات الجامعة العربية قال السفير السوري في مصر ولدى الجامعة العربية يوسف أحمد في بيان أن "الجمهورية العربية السورية ترفض قرار جامعة الدول العربية الصادر اليوم جملة وتفصيلا وهي قد أكدت منذ البداية أنها غير معنية باي قرار يصدر عن جامعة الدول العربية في غيابها"، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس.
وأعتبر البيان أن هذه القرارات "تعكس بشكل فاضح حقيقة اختطاف العمل العربي المشترك وقرارات الجامعة وتزييف الإرادة العربية الجماعية من قبل حكومات دول عربية تتزعمها كل من قطر والسعودية". اضاف البيان ان القرار العربي "أظهر حالة الهستيريا والتخبط التي تعيشها حكومات هذه الدول بعد فشلها الأخير في مجلس الأمن الدولي لاستدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري واستجداء فرض العقوبات على الشعب السوري".
دمشق تتهم "دول الجوار" بدعم "مجموعات إرهابية"
من ناحية أخرى قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأحد أن سوريا ستقدم أدلة على دعم "دول الجوار" "المجموعات الإرهابية" الناشطة فيها من دون أن يسمي هذه الدول، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا. وقال المقداد أمام صحافيين عرب وأجانب إن "بعض دول الجوار توفر الملاذ الآمن للجماعات الإرهابية المسلحة وتمولها وتدعمها إعلاميا بما يشكل خطورة أكبر من القتل"، موضحا أنه "في مرحلة لاحقة ستقوم سوريا بتقديم الوثائق وتطلب من هذه الدول تسليم المجموعات الإرهابية المسلحة وقيادتها التي تنطلق وتعمل من أراضيها".
ويتهم نظام بشار الأسد قنوات عربية مثل الجزيرة القطرية والعربية التي تبث من دبي بتمويل سعودي بالحض على إثارة "فتنة" في سوريا التي تشهد منذ 11 شهرا انتفاضة شعبية غير مسبوقة أسفرت عن ستة آلاف قتيل على الأقل وفق ناشطين حقوقيين. ووجهت الخارجية السورية الجمعة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لجامعة الدول العربية ومجلس حقوق الإنسان في جنيف قالت فيها إن التفجيرين اللذين وقعا في حلب، شمال البلاد في اليوم نفسه وأسفرا عن 28 قتيلا وأكثر من 230 جريحا "اقترفتهما فئات تتلقى دعما من بعض الدول العربية والغربية".
(م أ م/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي