دول اليورو تقرّ حزمة إنقاذ اليونان وتسعى لتهدئة أسواق المال العالمية
٨ مايو ٢٠١٠صادق زعماء دول منطقة اليورو الست عشرة أمس الجمعة (7 أيار/ مايو 2010) على الحزمة المالية لإنقاذ اليونان، والتي تبلغ قيمتها 110 مليارات يورو، سيموّل الاتحاد 80 ملياراً منها. واتفقت الدول الأعضاء أيضاً على إجراءات دائمة لمساعدة أي دول في منطقة اليورو قد تواجه مصاعب مالية في المستقبل، إضافة إلى آليات أخرى سيتم الإعلان عنها قبل افتتاح الأسواق المالية يوم الاثنين المقبل.
إجراءات للحد من نمو الكارثة
هذا وشهدت أسواق المال العالمية انخفاضاً حاداً لقيمة اليورو في أعقاب الأزمة المالية اليونانية وما تلاها من مظاهرات واضطرابات في البلاد، وسط قلق متزايد من أن تمتد هذه الأزمة إلى دول أوروبية أخرى تعاني في الوقت الحالي من مستويات عجز أو مديونية عالية ونمو اقتصادي منخفض كالبرتغال وأسبانيا. وطالبت عدد من الدول الصناعية كالولايات المتحدة واليابان وأستراليا الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات على المستوى الدولي لاحتواء الأزمة، بعدما أعرب عدد من خبراء البنك المركزي الأمريكي عن قلقهم من تراجع "غير عادي" في قيمة صرف اليورو في الأسواق الأمريكية يوم الخميس الماضي.
من ناحيتها اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي عقب التصويت على حزمة مساعدة اليونان المضاربين في الأسواق الدولية بالتخمين والتلاعب في قيمة العملة الأوروبية الموحدة. كما شددت على أن الدول الأعضاء أكدت على التزامها حيال اليورو "والإسراع في تعزيز ميزانياتها، إضافة إلى اتخاذ إجراءات على مستوى الاتحاد الأوروبي من أجل حمايتنا من التلاعب والتخمينات". وأضافت "سنقوم أخيراً بتطبيق إجراءات عاجلة لتنظيم عملية المضاربة في أسواق المال لمنع تكرار هذا التلاعب".
وفي نفس السياق أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوزيه مانويل باروسو عن أن المفوضية ستقدم يوم غد الأحد اقتراحاً خلال اجتماع وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، والتي تتخذ ست عشرة منها فقط اليورو كعملتها الرسمية، لتأسيس صندوق طوارئ لمساعدة أي دولة أوروبية في المستقبل على تجاوز أزمتها المالية. وستبلغ قيمة الصندوق حوالي 70 مليار يورو، وستديره مجموعة الدول الأوروبية بشكل مباشر. وأضاف باروسو أن الاتحاد الأوروبي "سيدافع عن اليورو مهما كلف الثمن".
مشاكل مرتبطة بالنظام
من جهة أخرى أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على أن الأزمة الحالية "مرتبطة بالنظام، ويجب أن يكون الرد مرتبطاً به"، مضيفاً أن أوروبا ستكون جاهزة للدفاع عن اليورو عند افتتاح التعاملات المالية العالمية يوم الاثنين. وكانت شائعات قد سادت اجتماع دول منطقة اليورو عن خلاف بين ساركوزي وميركل حول الخطة التي قدمتها المستشارة الألمانية لتعزيز ميزانيات الدول الأعضاء، والتي انتقدها ساركوزي ووصفها بالضعيفة.
وكان اليورو قد سجل الأسبوع الماضي أدنى قيمة له منذ 14 شهراً في التداولات العالمية، بعدما تراجعت مؤشرات الأسواق العالمية بشكل قوي ومفاجئ في أعقاب الأزمة اليونانية وتخوف المضاربين من امتداد الأزمة لدول ذات اقتصاد ضعيف في الاتحاد الأوروبي مثل أسبانيا والبرتغال وأيرلندا.
(ي.أ/ دويتشه فيله/أ ف ب/رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي