ذكرى ميلاد فرانز كافكا الثلاثين بعد المئة
يعد فرانز كافكا من العلامات البارزة في الأدب الألماني، ورغم وفاته المبكرة في سن الحادية والأربعين، إلا أنه استطاع بأدبه السوداوي، أن يترك بصمة في الأدب الإنساني العالمي بالإضافة إلى معاناته التي ترجمها في كتاباته.
فرانز كافكا الشاعر
ولد كافكا في الثالث من يوليو/ تموز من عام 1883. لكافكا خصائص الشاعر التي تتجلى في حسه المرهف. في جو المدن الكبرى تعلم معنى الخوف والحب، واتجه نحو الجانب العبثي من الحداثة. وهناك أيضا تعرّف على الناس والكتب التي طبعت مساره.
هيرمان كافكا الأب الصارم
هيرمان كافكا ( 1852- 1931) هو والد فرانز كافكا والذي اشتهر من خلال "رسالة إلى أب" الصادرة سنة 1919. تميز بسلطويته وقسوته، وكلمته في البيت كانت تعد قانونا. ومما كتبه كافكا في رسالته الشهيرة: "أنا نحيل، ضعيف ونحيف، وأنت قوي، طويل وعريض". وكان والد كافكا يشتغل جزارا.
مؤسس الدولة العبرية تيودور هرتزل
مع تزايد المضايقات وأعمال العنف التي تعرض لها اليهود في أوروبا، أثلجت فكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين، والتي جاء بها تيودور هرتزل صدر كافكا، ولولا متاعبه الصحية لكان قد هاجر إلى فلسطين. وفي أيامه الأخيرة كان كافكا يتعلم اللغة العبرية.
الصديق فرانز فيربل
تقاسم كافكا سحر مدينة براغ رفقة صديقه فرانز فيربل ( 1945- 1890) حيث كانا يقضيان ليال طويلة في مقاهي المدينة. ورغم الصداقة، فقد كان كافكا يشعر بالغيرة من فيربل، وكتب مرة: "أكره فيربل" وأضاف "يتمتع بصحة جيدة، وشاب وغني. وأنا كل شيء غير ذلك". ومع ذلك فإن صداقتهما استمرت.
الفيلسوف فريدريش نيتشه
لقد كان تأثير فريدريش نيشه على كافكا كبيرا، حيث تعرف كافكا على كتابات الفيلسوف الألماني في صيف 1900 وكتب عنها بانبهار شديد. تناول كافكا بعدها موضوعات كالدين والدولة والطبقة البرجوازية المتعلمة الجامدة.
الخطيبة فيليس باور
"أنف صغير منكسر، شقراء، جامدة شيئا ما، شعر غير جذاب، وذقن بارزة" بهذه الكلمات وصف كافكا خطيبته في عام 1912، والتي أبهرته بمجرد لقائه الأول بها. تبادل الخطيبان 500 رسالة، وفسخا خطوبتهما وعادا مجددا، لكنها في الأخير هاجرت إلى أمريكا بعد قصة حب امتدت خمس سنوات.
الأخ الروحي سورين كيركجارد
يتشابه فرانز كافكا مع الفيلسوف الدنماركي سورين كيركجارد (1813- 1855) في العديد من الملامح التي تميزت بها حياتهما الخاصة ومنها وفاة عدد من أفراد عائلتيهما بأمراض متعددة. كما أن سورين كيركجارد لم يكن موفقا في حياته العاطفية كذلك.
سيغموند فرويد طبيب الروح
"لدى فرويد يمكن قراءة ما هو مذهل" هكذا كتب كافكا سنة 1912 عن كتابات سيغموند فرويد. لقد كان كافكا يقدر معرفة فرويد وخبرته، غير أنه كان يشكك في مقدرة هذه المعرفة على معالجة الناس من متاعبهم النفسية.
الناشر كورت فولف
كان الناشر كورت فولف يدعم المواهب الشابة لنشر أعمالهم، غير أن تجربته مع كافكا كانت صعبة، إذ طبع له سنة 1912 حوالي 800 نسخة، غير أن المبيعات لم تكن في المستوى المطلوب. بعد أسابيع قليلة من صدور عمله كتب كافكا "11 نسخة فقط هو عدد ما تم بيعه، عشرة اشتريتها أنا، وأود أن أعرف من هو المشتري الحادي عشر".
فضل ماكس برود
كان كافكا يعاني من متاعب نفسية منها انعدام الثقة بالنفس. وكان صديقه ماكس برود (1884 – 1968) يساعده على تجاوز ذلك. كما يرجع الفضل إلى برود بوصول أعمال كافكا إلينا اليوم، حيث لم يمتثل لوصية كافكا بحرق أعماله، وأخرج أعماله إلى النور.
كاتب سيرة كافكا: زاول فريدليندر
يعود الفضل إلى المؤرخ زاول فريدليندر البالغ من العمر 81 عاما في التعرف على محطات من حياة كافكا، حيث قام المؤرخ الألماني برحلة في الماضي قبل الهولوكوست، استطاع من خلالها الكشف عن بعض الملامح من حياة كافكا. فمثلا توفيت أخوات كافكا، مثلما توفي والدا فريدليندر، في معسكرات الاعتقال الألمانية.