رئيس المؤتمر الوطني الليبي: الهجوم على القنصلية الأمريكية كان مدبرا
١٥ سبتمبر ٢٠١٢قال مسئولون أمنيون اليوم السبت (15 سبتمبر/ أيلول) إن الهجمات العنيفة التي استهدفت سفارات غربية في العاصمة السودانية الخرطوم، أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 50 من عناصر الشرطة. غير أن محطة إذاعة محلية وشهود عيان ذكروا بأن ثلاثة أشخاص قتلوا أمس الجمعة عندما اقتحم عدة آلاف من المحتجين السفارتين الألمانية والبريطانية . وجرى إضرام النار في جزء من السفارة الألمانية. وكان إسلاميون متطرفون في السودان قد دعوا المواطنين إلى مهاجمة البعثات الدبلوماسية الغربية احتجاجا على فيلم بعنوان "براءة المسلمين" وهو فيلم أنتجه شخص هاو في الولايات المتحدة ويسئ إلى النبي محمد. وأدانت المجموعات السياسية السودانية المعارضة أعمال الشغب. ووصفت حركة "السودان التغيير الآن" المعارضة، العنف بأنه "شكل غير مقبول وغير متحضر للتعبير عن الرأي". ووصفت حركة تحرير السودان الهجمات بأنها "بربرية ومخزية"، وشددت على أنه لايمكن إلقاء المسئولية عن الفيلم على عاتق الحكومات الغربية أو المواطنين الغربيين.
من جهته قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف اليوم لوكالة فرانس برس ان الهجوم الدامي على القنصلية الليبية في بنغازي والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز مع ثلاثة موظفين آخرين كان "مدبرا ومخططا له". وعن موجة الاحتجاجات في العالم الإسلامي حول الفيلم المسيء للرسول قال المقريف: "لا أريد الخوض فيما حدث في البلدان الأخرى لكن فيما يتعلق بالحالة الليبية ... هناك تدبير". وأضاف: "لم تكن هناك مظاهرة سلمية ومن ثم انقلبت إلى عمل مسلح أو عدوان ... هذا يؤكد إن هذا الأمر كان مدبرا ومخططا له للوصول إلى هدف معين"، مذكرا بأن الهجوم "جاء في هذا التوقيت وهو الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)" تاريخ هجمات القاعدة على الولايات المتحدة في 2001. وقال "لا أستبعد أننا سنكتشف أشياء تربط بين القاعدة وهجوم القنصلية الأميركية".
واشنطن ترسل قوات المارينز إلى ليبيا واليمن
وتحسبا منها لهجمات محتملة ضد بعثاتها الدبلوماسية، بدأت واشنطن بنشر قواتها في بعض البلدان العربية، وأرسلت حتى الآن مئة من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إلى ليبيا وإلى اليمن حيث قتل أربعة متظاهرين الخميس بعدما دخل محتجون السفارة بالقوة. من جهته أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأنه "يجب أن نكون مستعدين لفرضية خروج هذه التظاهرات عن السيطرة". ولم يقدم مزيدا من الإيضاحات. وذكرت مجلة فورين بوليسي التي سألته عن رأيه في هذا الأمر، أن وزارة الدفاع الأميركية تقوم بمناقشة مسألة إرسال خمسين عنصرا من المارينز لحماية السفارة الأميركية في السودان، حيث تمكن عشرة متظاهرين من دخولها الجمعة. لكن لم يتخذ أي قرار يتعلق بإرسالهم بعد. وأكدت الحكومة الأميركية أنها لا تستطيع إطلاق ملاحقات ضد الذين يدلون بتصريحات مهينة أو تشهيرية كما فعل صاحب فيلم "براءة المسلمين" بسبب الحريات التي يضمنها الدستور. وأنها لا تستطيع قانونا القيام باي خطوة لملاحقة منتج الفيلم أو منع نشره. وفي هذا الصدد قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: "أعلم أنه سيكون من الصعب بالنسبة للبعض فهم لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة منع هذا النوع من أشرطة الفيديو الجديرة بالعقاب". وتابعت "لكن أريد أن أؤكد انه أمر مستحيل مع التكنولوجيا الحديثة. مع ذلك فان بلادنا تملك تقليدا عريقا من حرية التعبير تكرست في دستورنا وقوانيننا. لا نستطيع منع مواطنين من التعبير عن وجهات نظرهم حتى وان كان ذلك لا يروق لنا".