رئيس الوزراء التركي يقوم بزيارة تاريخية لليونان
١٤ مايو ٢٠١٠اجتمع رئيسا الوزراء التركي رجب طيب اردوغان واليوناني جورج باباندريو اليوم الجمعة (14 مايو/أيار) لبحث سبل الحد من الإنفاق الدفاعي وتحسين العلاقات المتوترة بين الدولتين الجارتين. ومن المتوقع أن تكون أزمة الديون التي تعاني منها اليونان مدخلا لتحسين العلاقات مع الخصم التقليدي تركيا، وذلك خلال زيارة تاريخية لرئيس الوزراء التركي لأثينا تستمر يومين.
ووصل رئيس الوزراء التركي إلى العاصمة اليونانية مع عشرة من أعضاء حكومته ووفد يتألف من 150 من رجال الأعمال، ليبدأ ما وصفه الجانبان "بعهد جديد" من التقارب بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي (ناتو). ومن المنتظر أن يوقع الجانبان على 21 اتفاقية ثنائية حول عدد من القضايا، بينها السياحة والنقل والتعليم والطاقة والبيئة إلى جانب الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين عبر تركيا والذي يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لليونان.
انفراج العلاقات بين أثينا وأنقرة بعد الأزمة المالية
كما ترأس أردوغان وباباندريو اجتماعا وزاريا مشتركاً (مجلس التعاون الأعلى) يضم نحو عشرة وزراء من كل من البلدين، هو الأول من نوعه بين البلدين، والمقرر عقده سنويا بعد ذلك. وهذا المجلس الذي يشكل قاعدة تعاون وفقا للنموذج الذي وضعته أنقرة مع دول أخرى مجاورة وشريكة سيجتمع مرة في السنة، يبحث سبل تعزيز المشروعات التنموية المشتركة وتوثيق التعاون بين الدولتين العضوين في الحلف الأطلسي والخصمين الإقليميين منذ وقت طويل. وقال أردوغان في بداية الاجتماع "نعلم ، نحن، السياسيين، أن هناك مخاطر في المجالين الاقتصادي والسياسي يمكن التغلب عليها بالعزيمة". كما اعتبر نائب وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروستاس زيارة أردوغان بأنها "بداية مجهود جدي جديد في تعاون وثيق مع تركيا".
اتفاق على خفض الإنفاق على التسلح
وصرح أردوغان ، لتليفزيون "إن . إي . تي" اليوناني الرسمي بأن خفض الإنفاق على التسليح يأتي بين القضايا التي تمت مناقشتها مع باباندريو. كما اتفقت أثينا وأنقرة مؤخرا على تعزيز الاتصالات بين قواتهما المسلحة لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين. كما سيناقش الطرفان مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الزيارة التي تستمر ليومين، والتي تدعهما أثينا ولكنها تواجه عقبات مع استمرار وجود القوات التركية في قبرص. وأعرب البلدان عن أملهما في أن يؤدي إحراز مزيد من التقدم في العلاقات الثنائية إلى خفض الإنفاق الدفاعي في نهاية المطاف.
ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء اليوناني تيودوروس بانجالوس: "أشعر بعار قومي في كل مرة نضطر فيها لشراء أسلحة لسنا في حاجة إليها بسبب التهديد الذي يشهده العالم اليوم". وأضاف: "أعلم أن تركيا أيضا تشتري أسلحة لا تحتاج إليها ، ليس بسبب أي خطر حقيقي ، بل بسبب خطر يمكن حله سياسيا". وتنفق اليونان الكثير من ناتجها المحلي الإجمالي في مجال الدفاع أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، الأمر الذي يرجع بشكل كبير إلى التوتر بينها وبين تركيا منذ فترة طويلة.
نظرة تاريخية
يعد رجب طيب أردوغان أول زعيم تركي يقوم بزيارة رسمية لليونان منذ زيارته الرسمية الأخيرة للعاصمة اليونانية في أيار/مايو 2004. وشهدت العلاقات بين اليونان وتركيا، اللتين أصبحتا على حافة الحرب ثلاث مرات، تحسنا تدريجيا منذ أن ضرب زلزالان متقاربان البلدين عام 1999، ما أسفر عن تدفق دعم متبادل وذوبان الجليد تدريجيا في العلاقات بين البلدين. وكان جورج باباندريو في بداية عام 2000 مهندسا لتطبيع العلاقات الثنائية مع نظيره في تلك الفترة وزير الخارجية التركي إسماعيل جيم. لكن المواضيع الخلافية تبقى عديدة سواء ما يتعلق منها بمشكلات ترسيم الحدود الجوية والبحرية في بحر أيجه أو المسح القاري لعدد كبير من الجزر اليونانية، إضافة إلى خلافات بشأن جزيرة قبرص المقسمة بين البلدين والواقعة في شرق البحر المتوسط.
وكان البلدان قد خاضا نزاعات حدودية لفترة طويلة في منطقة بحر أيجه أوشكت أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية في عام 1996 بشأن جزيرة مهجورة. كما شكت أنقرة من تجاهل أثينا لحقوق الأقلية التركية التي تعيش في شمال اليونان. وشكت اليونان من المهاجرين غير الشرعيين الداخلين إليها عبر الحدود التركية، ومن تواجد قوات تركية في قبرص.
(ع.م د.ب.أ / أ.ف.ب/ أ.ب)
مراجعة: هشام العدم