"راب" بالحجاب
٢٧ ديسمبر ٢٠٠٦استطاعت سهيرة أن توفق بين الحداثة والتمسك بالهوية وأن تجمع بينهم بشكل باهر. فهي ترتدي ملابس عصرية وسراويل الجينز لكنها ترتدي أيضا غطاء لرأس. ولا تقتصر مظاهر المزج بين عالمين ثقافيين فقط في طريقة اللبس بل تتخلل أيضا مواضيع أغانيها، حيث تتعرض إلى مواضيع مرتبطة بالإسلام والقرآن وحياة المسلمات المحتجبات في ألمانيا.
تنحدر سهيرة من عائلة فلسطيني وتبلغ من العمر 27 عاما. وقد استقلت من أسرتها وكونت فرقتها الموسيقية التي تحل إسم: "إيمانيموزيك". وبدأ اهتمامها بالموسيقى قبل أزيد من 15 عاما.
كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتداعياتها على الجالية المسلمة في المجتمعات الغربية بالنسبة لمغنية "الراب" سهيرة نقطة تحول في حياتها. فقد انقلبت حياة الفنانة الشابة حينها رأسا على عقب، وقررت منذ ذلك الحين التعرف على الإسلام.
وانتهت رحلة التعرف على تلك الثقافة بارتدائها الحجاب عام 2003. وتشير سهيرة إلى أن قرارها تغطية رأسها ينبع من محض إرادتها وتقول: "إن ذلك يمثل بالنسبة لي الحرية. هذا رأسي وشعري".
تغيرت نظرة الكثيرين في الدول الغربية إلى الدين الإسلامي بعد الاعتداءات الإرهابية المتكررة، وسقط المسلمون الذين يعيشون في كنف المجتمعات الغربية في خانة الاشتباه وأصبحوا مصدر قلق أمني.
وعن هذا الشعور تحكي المغنية في إحدى مقطع من أغانيها: "ما أسمعه هو أني أزعج الآخرين، وأحياني أني لا أنتمي إلى أفراد البيت. أستطيع أن أقسم أنك تخشى فقط حمام الدم". وعبرت المغنية العربية عن انزعاجها من الكيفية التي ينظر إليها للحجاب في ألمانيا.
فهي في رأيها نظرة يشوبها نوع من التعميم بأن الحجاب هو في الغالب رمز لقمع المرأة. وانتقدت مطالبة نائبة الحزب الخضر في البرلمان الألماني إيكين ديليغوز النساء المسلمات في ألمانيا بخلع الحجاب، معتبرة بأن هذا المطلب خطأ، مثلما هو خطأ مطالبتهن بارتدائه وتقول: "مثلما لا أحبذ أن توجه دعوة للنساء بارتدائه. هذه الديكتاتورية أجدها عموما غير جيدة".
لم يكن ارتداء الحجاب بالنسبة للفنانة سهيرة يوما ما عائقا لولوجها الحقل الفني وتحقيق نجاحات مهمة. فقد تمكنت خلال مسيرتها الفنية أن تكسب احترام زملائها من الرجال وحب الجمهور. فقد أنتجت مع أحد مغني الراب المشهورين "بشيدو" أغنية مشتركة، ولم تكن تغطي سهيرة شعرها بطريقة ملفتة للنظر ولم يشكل ذلك أي عائق أمام إنجاز هذا المشروع الفني.
فضلا عن ذلك، جلبت مواضيع أغانيها تعاطف وود العديد من محبي غناء "الراب". على خلاف زملائها من الرجال لا تتعرض المغنية المسلمة إلى تقديس العنف والتسلط الذكوري. فهي تروي في أغانيها عن الحياة اليومية التي تصادفها ومشاكل الشباب وانغلاق آفاق المستقبل أمامهم، ناهيك عن موضوع صراع الأجيال والبحث عن الجذور.
وترغب سهيرة أن تكون قدوة، إذ أنها تريد أن تظهر بأن المرأة المسلة المتدينة بإمكانها أن تكون متحررة وصاحبة القرار مثلها مثل باقي النساء في المجتمع الغربي.
بقلم ايغول زيتشمتشي اوغلو/ اعداد طارق انكاي
www.qantara.de
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2006