رحيل ملحم بركات.. أفول نجم آخر في سماء العمالقة
٢٨ أكتوبر ٢٠١٦"كيف بتبعد عنا وبعدك ساكن فينا؟ كيف..؟"، هكذا ردد اليوم الجمعة (28 تشرين الأول/ أكتوبر 2016) محبو الموسيقار اللبناني ملحم بركات الذي غيبه الموت في مشفى "اوتيل ديو" في العاصمة اللبنانية بيروت بعد أن أُدخل إليها منذ أسابيع وتضاربت في حينها المعلومات بشأن حالته الصحية.
صاحب "من بعدك لمين"، و"مرتي حلوة ما بطلقها" و"على بابي واقف قمرين"، ترك الساحة الفنية ليكون من أواخر عمالقة الزمن الجميل، والذي برز في فترة الحرب الأهلية اللبنانية، ليساعد على بناء ما هدمته الحرب بفنه كما وصف في وقتها.
وولد الفنان اللبناني - الذي كان مثار جدل رغم إطلالته الإعلامية القليلة - في بلدة كفرشيما بجبل لبنان عام 1944، لأب يعمل نجاراً، ويمارس الفن كهواية، حيث كان يعزف على العود. وحينها كان ملحم يستمع لوالده بشغف، فتأثر به، وتعلم منه التعامل مع العود، لتظهر موهبته في المدرسة، حيث قام بتلحين كلمات من الجريدة اليومية وغنائها في أحد الاحتفالات الرسمية. ألتحق بعدها بالمعهد الوطني للموسيقى وينقل موهبته إلى مستوى متقدم من الاحترافية.
كان للرحابة دوراً في حياة "أبو مجد" حيث صديقه الفنان الراحل فيلمون وهبي بالالتحاق بمسرح الرحابنة، ليعمل مع الأخوين عاصي ومنصور لمدة 4 سنوات، لتكون أغنية "الله كريم" التي كتبها له الراحل توفيق بركات، ولحنها صديقه فيلمون وهبي، بمثابة الانطلاقة الحقيقة له.
لحن ملحم خلال مسيرته الفنية لعدد كبير من الفنانين، منهم نصري شمس الدين، ووديع الصافي، وصباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومي، كما شارك في تلحين عدد من المسرحيات الغنائية، وقام بأداء أدوار البطولة في عدد من المسرحيات أهمها "الأميرة زمرد" و"الربيع السابع" مع الأخوين رحباني، كما شارك ببطولة فيلم "حبي لا يموت"، وأحيا أشهر الحفلات في عدد كبير من الدول العربية والعالمية، ونال عدداً كبيراً من الجوائز والتكريمات لمسيرته المميزة.
تمسك بركات باللهجة اللبنانية في أغنياته، لكنه غنى كذلك في خطوة مثيرة للجدل قصيدة للزعيم الليبي السابق "معمر القذافي" والتي كانت باللغة العربية الفصحى.
تزوج بركات من رندا عازار وأنجب منها ثلاثة أولاد، ومن ثمّ تزوج الفنانة مي حريري التي أنجبت له ملحم جنيور والتي طلّقها لاحقاً، وأثارت مسألة طلاقه العديد من الاشكاليات في وقتها بعد ان انتقل الأمر للإعلام.
نعاه عدد كبير من الإعلاميين والفنانين والسياسيين كسمير جعجع، وسيرين عبد النور وزين العمر فيما، قال رفيق دربه الشاعر نزار فرانسيس في تغريدة على توتير "رفيق عمري راح، نفسي حزينة حتى الموت"، وقال فرنسيس باكياً: "اليوم خسرت أغلى رجل في حياتي".
ر.ج/ ع.غ (رويترز، آف ب، DW)