شيوع علاج الاكتئاب بعقار "سيء السمعة" في أمريكا
٥ مارس ٢٠٢٢ازداد استخدام الكيتامين، وهو مخدر وعقار له تأثيرات نفسية، خلال جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة بوصفه علاجاً ذاتياً للمصابين بالاكتئاب، رغم شكوك تحوم حول فعاليته ومخاطره غير الواضحة على المدى البعيد.
وكان الكيتامين يستخدم أصلاً في الولايات المتحدة لعلاج الاكتئاب أو القلق أو الآلام المزمنة، ولكن كان ينبغي سابقاً على المرضى أن يقصدوا المستشفى ليتلقوا العلاج من طريق الحقن الوريدي.
ودفعت القيود الصحية السلطات الأمريكية خلال الوباء إلى السماح للأطباء بوصف الأدوية مِن بُعد، ومن ضمنها هذا العقار النفساني التأثير وذي السمعة السيئة.
وما كان من شركات، بعضها متخصص أساساً في العلاجات، إلا أن بدأت بإجراء تقييم لحالات المرضى المحتملين عبر الإنترنت وبإرسال جرعات من الدواء إلى من تنطبق عليهم معايير استخدامه.
ويخشى بعض الخبراء المؤيدين للكيتامين أن يؤدي هذا الرواج غير المنظّم إلى حوادث قد تدفع السلطات إلى التراجع عن قرارها، لأنّ الدراسات عن التأثير الطبي لهذا الدواء على المدى البعيد نادرة.
ويعتبر الأستاذ في التخدير في جامعة ستانفورد بوريس هيفيتس أنّ اعتماد الكيتامين "ينبغي أن يحصل بتمهل". ويرى أن "الخطر يكمن في تعميم استخدام علاج هو بمثابة ضمادة بدلاً من العمل على إيجاد الحلّ الذي يتطلب مقاربة متكاملة للصحة النفسية".
وتذكر دراسة علمية أنّ علاجات الكيتامين عبر الحقن الوريدي في العيادات وبجرعات أعلى من تلك المسموح بها في التطبيب مِن بُعد، ساعدت معظم المرضى. لكنّ نحو ثمانية في المئة من هؤلاء المرضى أفادوا بأنّ الأعراض التي كانوا يعانونها ساءت نتيجة ذلك.
ومن المعروف عن الكيتامين أنه مخدّر "فصامي" بسبب تأثيراته المهلوسة، ما جعله شائعاً في الحفلات الصاخبة.
وتصنّف أدوية أخرى نفسية التأثير مثل LSD وMDMA، على أنها غير ذات فوائد طبّية وخطر سوء استخدامها وإدمانها عالٍ، رغم أنّ قدراتها في معالجة الاضطرابات النفسية أحيت الاهتمام بها.
وشرّعت ولاية أوريغون في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 الاستخدام العلاجي للبسيلوسيبين، لكنّ الإطار القانوني لتنظيم استهلاكه لا يزال قيد الدرس. ولا توجد قواعد محلية خاصة بالكيتامين تستهدف الشركات التي توزّع هذه المادة.
ويقول رئيس شركة "نيو لايف" الناشئة في هذا القطاع التي أُطلقت قبل عام خوان بابلو كابيلو لوكالة الأنباء الفرنسية إن "مخاطر سوء الاستخدام موجودة طبعاً، ولكن تم وضع بروتوكول رعاية يجعل احتمالات هذه المخاطر محدودة". ويُفترض على سبيل المثال أن يخضع الزبائن لإشراف مراقب، وهو شخص بالغ يراقب المرضى لتسعين دقيقة، الفترة التي تستغرقها الجلسة. ويشير كابيلو إلى أن الأشخاص الذين يريدون الكيتامين فقط يمكنهم الاستحصال عليه بسعر أرخص من التجار في الشوارع.
وإذا كانوا يريدون شراءه عبر "نو لايف"، فعليهم دفع 1250 دولاراً مقابل حزمة تتضمن ست جلسات لتناول الكيتامين، وتشجّعهم الشركة على إقران الدواء بجلسات العلاج النفسي التقليدية. ويرى صاحب الشركة أنّ "نموذج التطبيب مِن بُعد هو في الواقع أكثر أماناً وفعالية للمرضى (...)، لأنّه يتيح لمجموعة متنوعة منهم الاستفادة من هذه العلاجات"، مشيراً إلى أنّ ثلاثة آلاف مريض لجأوا إلى شركته.
ويقول بوريس هيفيتس الذي شارك في هذه الدراسة "لدينا معلومات قليلة جدّاً حول فعالية الكيتامين على نطاق واسع". ويضيف أنّ خطر الدعاوى القضائية لا يمكن استبعاده، لأنّ "الجمهور الأميركي يريد الحصول (على هذا المخدر) ولكنّ قدرة على تحمّل المخاطر ضئيلة جداً ولديه ميل طبيعي لحل المشاكل في المحاكم".
ع.أ.ج/خ.س (أ ف ب)