رفع حالة الطوارئ في البحرين ـ مؤشر على عودة الهدوء أم استقطاب للفورمولا1؟
١ يونيو ٢٠١١ترفرف في العاصمة البحرينية المنامة في العديد من الأماكن رايات السعودية وتنتشر صور الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز. ربما تكون هذه هي الطريقة التي تظهر بها الأسرة الحاكمة البحرينية عرفانها وشكرها لجارتها القوية. وبالرغم من رفع حالة الطوارئ عن البلاد ستبقى قوات سعودية وإماراتية في البحرين، كما أوضح وزير الخارجية البحريني شيخ خالد بن احمد الخليفة منذ بضعة أيام لإحدى القنوات الأمريكية، الذي أكد أن الجيش سيعود إلى ثكناته ولكن الشرطة ستبقى على مدار الساعة تراقب الأوضاع. ففترة ما بعد رفع حالة الطوارئ، هي في رأي الوزير البحريني وبلاه تريد التأكد من عدم وقوع أحداث تفضي إلى فوضى، على حد تعبيره.
يذكر أن حالة الطوارئ أو ما يطلق عليها في البحرين "حالة السلامة الوطنية " تسري في هذه المملكة الصغيرة منذ الخامس عشر من مارس، وقد مكن هذا الوضع من فرض الأحكام العرفية في البلاد واللجوء إلى المحاكم العسكرية، كما تم إلقاء القبض على حوالي 1000 شخص بينما فقد حوالي 2000 شخص لوظائفهم، إضافة إلى اختفاء آخرين ووفاة حوالي 30 شخصا.
الاعتقالات مستمرة
وبالرغم من أن الشيخ عبد العزيز بن مبارك آل خليفة، المستشار في هيئة شؤون الإعلام، قد علق على هذه الأحداث بوصفها بأنها "أحداث فردية، استخدم فيها العنف"، مدافعا عن سياسة الدولة، إلا أن مجموعات معنية بحقوق الإنسان تعارض هذا الطرح، إذ تقول أن أحداث الأشهر الماضي ما هي إلا حملة منظمة لقمع المعارضة البحرينية. وتفيد الأنباء أنه خلال الأيام القليلة الماضية قامت الحكومة البحرينية بالقبض على صحفيين آخرين وقدمت مواطن لا يتعدى سنه الـ15 عاما إلى المحكمة العسكرية بتهمة التجمع مع أكثر من 5 أشخاص. ولأن الحكومة البحرينية تريد أن تعطي انطباعا للخارج بأن الحياة قد عادت إلى طبيعتها، فقد أعلنت المنامة مؤخرا بأن حوالي 500 شخص قد إطلاق سراحهم.
التهيئة لعودة سباق الفومولا1
يعتقد نبيل رجب، أحد أشهر الناشطين البحرينيين، أن رفع حالة الطوارئ جاء على خلفية قرار وشيك حول ما إذا كانت مملكة البحرين ستستضيف ستضيف سباق "فورمولا1" للسيارات، والذي كان مقررا إقامته في مارس الماضي إلا أنه ألغي بسبب الاضطرابات التي اندلعت في فبراير. في هذا السياق يقول رجب إن "رفع حالة الطوارئ لا صلة له بالسياسية الداخلية للبلاد، وإنما لأغراض اقتصادية، حيث تسعى الحكومة بشتى الطرق إلى استضافة سباق فورمولا1 قبل نهاية هذا العام لإرسال إشارة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الحياة عادت إلى طبيعتها في البحرين"، على حد تعبير الناشط البحريني.
ومن الممكن أن تتخذ الهيئة الرياضية المعنية قرارا يوم الجمعة القادم بإعادة سباق البحرين وتنظيمه في وقت لاحق من العام الجاري، لكن منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، قالت إن "القمع الشديد لنشطاء المعارضة خلال الأحكام العرفية يجب أن يوضع في الاعتبار عند اتخاذ القرار".
أنباء عن محاولات للاحتجاج
وتفيد الأنباء الواردة من البحرين أن محاولات الخروج للتظاهر ما زالت مستمرة وإن السلطات تعمل على قمع تلك المحاولات، فقد حاول بحرينيون التظاهر اليوم الأربعاء في قرى حول العاصمة المنامة تلبية لدعوات من اجل إعادة إحياء الحركة الاحتجاجية وذلك تزامنا مع رفع حالة الطوارئ، إلا أن قوات الأمن سارعت إلى تفريقهم مستخدمة القوة في بعض الحالات حسبما أفادت ناشطة لوكالة فرانس برس. وقالت الناشطة في اتصال هاتفي طالبة عدم الكشف عن اسمها "الناس تحاول أن تتجمع وتتم مهاجمتهم". وأشارت إلى محاولات للتظاهر في قرى الدراز وبني جمرة وكرزكان. وذكرت الناشطة أن قوات الأمن "بدأت باستخدام البنادق والقنابل المسيلة للدموع"، مشيرة إلى وقوع عدد غير معروف من الإصابات. وقال ناشط آخر إن هناك انتشارا امنيا كثيفا في بني جمرة وقد أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى وسط القرية. وذكر الناشط أن حوالي ثلاثين امرأة حاولن التجمع بالقرب من منزله إلا أن قوات الأمن استخدمت العصي لتفريقهن. ونشر شريط على موقع يوتيوب يحمل تاريخ اليوم الأربعاء يظهر قوات من الشرطة تطلق قنابل مسيلة للدموع على ما يبدو على متظاهرين في بني جمرة. ولم يتسن التأكد من مصداقية الشريط كما تعذر التأكد من إفادات الناشطين من مصادر مستقلة.
كارستن كوهنتوب/هبة الله إسماعيل/(أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي