رواية غرامية تحطم أرقام مبيعات قياسية في أوساط الألمانيات
٢٠ يوليو ٢٠١٢حققت رواية الحب والغرام "شيدس أوف غري" المرتبة الأولى في مبيعات الكُتُب في ألمانيا. وأقبل الألمان على النسخة الألمانية الورقية سواء بشرائها إلكترونياً عبر الإنترنت أو مباشرةً من محلات بيع الكتب المنتشرة في البلاد، وكذلك ازداد الإقبال على النسخة الإلكترونية بشرائها عن طريق برنامج "آي تونز" مثلاً في الهواتف المحمولة أو الحواسيب. وحطمت هذه الرواية التي ألفتها الكاتبة البريطانية إي. إل. جيمس أرقاماً قياسية في المبيعات عالمياً أيضاً، إذ تم بيع 31 مليون نسخة منها في كل أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وألمانيا.
وارتفع عدد مبيعات الرواية في ألمانيا خلال أسبوع واحد فقط من 500 ألف نسخة إلى مليون نسخة. يُشار إلى أن الرواية المكتوبة ستصبح فيلماً سينمائياً مصوراً. وقد تم بيع حقوق تأليف رواية "شيدس أوف غري" بالفعل من أجل الإنتاج السينمائي. إذ اشترتها استوديوهات الإنتاج السينمائي "يونيفيرسال بيكتشرز" و"فوكوس فيستشرز" بمبلغ 5 ملايين دولار.
بين تخيُل التلذُذ والإباحية الخفيفة
اتفقت المقالات الصحفية النقدية الألمانية على أن محتوى الرواية ولغتها ليست بمستوى ابتكاري عالٍ. وتحكي الرواية قصة الطالبة أناستازيا ستيل البالغة من العمر 21 عاماً التي تقع في حب رجل الأعمال الثري كريستيان غري، الذي تصفه الرواية بأنه "ليس جذاباً فحسب، بل إنه مثال للجمال الذكوري أيضاً". إذ تقدمه الرواية منذ البداية على أنه رجل يغوى الفتاة ويجذبها بخصائص هيمنته الذكورية وسطوته الرجولية، وكيف أن الفتاة تحلم به في الليل وهي راقدة في السرير وتتخيله "بعيونه الرمادية وساقيه الطويلتين وأصابعه الطويلة ... وغيرها من مناطق جسده المظلمة التي لم تسكشفها الفتاة بعد". ويشكّل ذلك وصفاً غير تفصيلي وغير مباشر للعملية الجنسية ولكن بالأحرى وصفاً لمشاهد تتخيلها الفتاة متلذذة بجسد عشيقعها.
الرجال يشاهدون أفلام الجنس والنساء يقرأن رواياته
وتُقبل النساء على شراء روايات الحب والغرام ومنها هذه الرواية بكثرة. ويقول خبير العلوم الجنسية والمعالج النفسي أندرياس هيل إنه لم يتفاجأ بذلك. فالنساء ينجذبن أكثر إلى القصص التي تقدم تفسيرا نفسيا للميول الجنسي السادو-مازوخي، وهو اضطراب نفسي يتلذذ فيه الشخص بممارسة الآخر ساديته عليه أو بخضوع الآخر له أو بكِلاهما معاً أثناء العملية الجنسية. ويتجسد ذلك في الرواية من خلال تخيلات الفتاة حول عشيقها وأيضاً من خلال عبارات رجل القصة نفسه.
إذ تحكي الرواية أن "إحدى صديقات والدة كريستيان غري أغوته جنسياً عندما كان في سن الخامسة عشرة وأن ذوقها الجنسي الساديّ كان له طابع مختلف شعر به كريستيان، الذي أحسّ لمدة ست سنوات بأنه عبد لصديقة والدته في علاقتهما الجنسية". ويضيف أندرياس هيل أن الرجال يفضلون رؤية "الأفلام الإباحية التي تُصنَع بشكل رئيسي من قِبَل الرجال للرجال"، على قراءة الروايات. ولكن لماذا تنجذب المرأة في مجتمع متحرر كالمجتمع الغربي إلى فكرة سادية الرجل وسيطرته عليها أو خضوعها له؟
بعض النُّقاد الألمان اتهموا الرواية بأنها انتكاسة لتحرُّر المرأة. لكن من المفارقات أن نصيرة تحرير المرأة الألمانية أليس شفارتسر دافعت عن الرواية ضد هذه الانتقادات. وقالت في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية إن المرأة في رواية شيدس أوف غري "لم تهبط إلى درجة الكائن السلبي الذي لا يُفكر، بل إن المرأة تفكر في الرواية بشكل ذاتي ومن وجهة نظر المرأة". وتضيف في رأيها أنه "إذا كانت المرأة تكتب أو تتحدث عن سادية الذكور وعن تخيلاتها الجنسية في ذلك فإن هذا يعتبر أيضاً جانباً من جوانب حرية المرأة وتحريرها".
سارة هوفمان / علي المخلافي
مراجعة: هبة الله إسماعيل