رياضيات الجزيرة العربية سعيدات رغم الخروج المبكر من لندن 2012
٣ أغسطس ٢٠١٢تعتبر الدورة الأولمبية في لندن (2012) علامة فارقة في تاريخ الرياضيات من دول الجزيرة العربية. وأكثر من سُلط عليه الضوء بين هؤلاء الرياضيات هي لاعبة الجودو السعودية وجدان شهرخاني. ورغم أن مشاركتها الأولمبية اليوم الجمعة (3 أغسطس/ آب) لم تستغرق أكثر من 82 ثانية، حيث خسرت في وزن 78 كيلو غرام أمام لاعبة من بورتوريكو، نجحت وجدان (16 عاما) في أن تصنع التاريخ لبلادها، إذ أنها أول لاعبة من السعودية تشارك في الألعاب الأولمبية.
آراء متباينة بشأن وجدان شهرخاني
وتضاربت آراء السعوديين حول مشاركة وجدان شهرخاني في الدورة الأوليمبية. وقالت السعودية حصة سالم "حظيت شهرخاني باهتمام اعلامي واسع (...) لعدم السماح لها بالمشاركة بالحجاب قبل أن تسمح لها اللجنة الاولمبية الدولية بارتدائه، لكن مشاركتها جاءت مخيبة (...) لخروجها المبكر". أما هيا عبد الله فقالت "يكفيها فخرا أنها أصبحت أول فتاة سعودية تشارك في الأولمبياد عبر التاريخ". وأبدت منيرة محمد تعاطفا أكبر مع اللاعبة السعودية مركزة على "صغر سنها وقلة خبرتها وعدم استعدادها الكافي، إذ لم تتأكد مشاركتها إلا قبل انطلاق البطولة بوقت قصير". أما فيصل عبد العزيز فكان رده "مشاركتها لم يكن منها أي فائدة تذكر سوى أنها أصبحت أول سعودية تشارك في الأولمبياد".
وتتكون البعثة السعودية كلها من 19 رياضيا، بينهم وجدان شهرخاني، و عداءة الـ 800 متر سارة العطار التي ولدت وترعرعت في الولايات المتحدة. وقال المواطن السعودي علي الخطيب "لسنا ضد مشاركة المرأة في الأولمبياد، لكن المشاركة يجب أن تكون على مستوى المنافسة." أما عبد الله الشهري (55 عاما) وهو موظف حكومي فقال إن "العديد من السعوديين لا يعارضون الرياضة في حد ذاتها، وإنما الالتزام بالضوابط الشرعية هو المعيار". أما وجدان شهرخاني نفسها فأكدت أنها ستتدرب أكثر "استعدادا لريودي جنيرو في البرازيل لتي تستضيف أولمبياد 2016.
ووافقت السعودية على إرسال لاعبتين للمشاركة في أولمبياد لندن بعد ضغوط من اللجنة الأولمبية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان. وكان الجدل قد أثير حول ارتداء اللاعبة وجدان الحجاب، وهو ما هدد مشاركتها في الأولمبياد، لكن اللجنة الأولمبية السعودية والاتحاد الدولي للجودو توصلا إلى تسوية تقضي بارتدائها غطاء الرأس الإسلامي الذي ترتديه اللاعبات في دورات الألعاب الآسيوية.
سعادة بالمشاركة وتطلع إلى الأفضل
أما الرباعة الإماراتية خديجة محمد فعبرت عن سعادتها وفخرها بالمشاركة في لندن رغم خروجها مبكرا من السباق على أحد المراكز الأولى في وزن 75 كلغ في رفع الأثقال. وتعد خديجة محمد أول إماراتية تشارك في منافسات رفع الأثقال في الألعاب الاولمبية، وتشارك بناء على نتائجها وليس ببطاقة دعوة. وقالت خديجة "بذلت أقصى جهدي لكن المنافسة صعبة للغاية خاصة وأن رفع الأثقال لعبة أرقام لا علاقة لها بالتوفيق وعدم التوفيق ولا يمكن خلال المنافسات تحقيق طفرة مفاجئة غير الرقم المتوقع".
بينما أوضحت السباحة البحرينية سارة الفليج (16 عاما) أنها شعرت بالرهبة في تصفيات سباق 50 متر حرة اليوم الجمعة. وأكدت في الوقت نفسه أنها خرجت من المشاركة الاولمبية بفائدة كبيرة، بحيث قالت: "أنا سعيدة للمشاركة في الدورة والاحتكاك مع السباحات العالميات."
في حين أبدت العداءة العمانية شنونة الحبسي حزنها العميق لخروجها من التصفيات التمهيدية لسباق "50 متر عدو" الذي أقيم اليوم الجمعة أيضا في إطار منافسات ألعاب القوى. وذكرت الحبسي أنها حققت اليوم رقما شخصيا جديدا لها، ولكنها كانت تطمح في تحقيق زمن أفضل والتأهل للمرحلة التالية من التصفيات.
من جهتها، أعربت العداءة الأردنية ريما طه (25 عاما) عن سعادتها بتحطيم رقمها الشخصي في سباق 50 مترا رغم خروجها من التصفيات التمهيدية للسباق اليوم الجمعة ضمن منافسات ألعاب القوى. وأوضحت ريما أنها تشارك للمرة الأولى في الأولمبياد وانتابها انبهار وقلق شديدان لدى بدء سباق اليوم. لكنها أكدت في الوقت نفسه على أنها اكتسبت خبرة جيدة من رغم الخروج من التصفيات.
أما العداءة اليمنية فاطمة سليمان دحمان فقد انتقدت اليوم الجمعة نقص الدعم المادي والمعنوي في مرحلة الإعداد لمشاركتها بدورة لندن، موضحة أن هذا هو السبب الرئيسي وراء خروجها المبكر من منافسات سباق العدو 50 متر. وقالت دحمان، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنها خلال الفترة الماضية قد عانت بشدة من الأنيميا ولم تنل الدعم المادي أو المعنوي الكافي قبل مشاركتها في الدورة الأولمبية الحالية. واحتلت دحمان المركز الثامن والأخير في مجموعتها.
(ص ش / د ب أ / أ ف ب)
مراجعة: شمس العياري