زعيم جبهة المقاومة الأفغانية يعلن استعداده للتفاوض مع طالبان
٥ سبتمبر ٢٠٢١قال زعيم القوات الأفغانية المعارضة التي تقاوم قوات حركة طالبان في وادي بانشير، شمالي العاصمة كابول، الأحد (الخامس من سبتمبر/ أيلول 2021) إنه يرحب بمقترحات من مجلس العلماء بالتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية لوقف القتال.
وأعلن أحمد مسعود، زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، ذلك على صفحة الجبهة على موقع "فيسبوك". وكانت قوات طالبان قالت في وقت سابق إنها دخلت عاصمة إقليم بانشير بعد أن تمكنت من تأمين المناطق المحيطة.
وذكر المنشور في "فيسبوك" على لسان مسعود أن "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية توافق من حيث المبدأ على حل المشكلات الحالية وإنهاء القتال على الفور ومواصلة التفاوض"، مضيفاً: "ومن أجل التوصل إلى سلام دائم، فإن الجبهة مستعدة لوقف القتال بشرط وقف طالبان أيضاً لهجماتها وتحركاتها العسكرية في بانشير وأنداراب"، في إشارة لمنطقة مجاورة تقع في إقليم بغلان.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أفغانية أن مجلس العلماء المؤلف من رجال دين دعا طالبان لقبول التفاوض من أجل تسوية سلمية ووقف القتال في بانشير. ولم يرد بعد تعليق من طالبان.
وكانت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية أكدت اليوم مقتل المتحدث باسمها، فهيم داشتي. وكان داشتي قد نجا من الموت في هجوم انتحاري أودى بحياة أحمد شاه مسعود، والد الزعيم الحالي لجبهة المقاومة، في التاسع من سبتمبر/ أيلول عام 2001، قبل أيام فقط من هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة.
وكان داشتي أحد المصادر الرئيسية لإعلان آخر تطورات القتال في المنطقة، مع مواصلة طالبان ضغطها على قوات المعارضة، وأصدر سلسلة بيانات قوية على "تويتر" متعهداً بمواصلة ما أسماه بالمقاومة.
وكان مسعود، الذي يقود قوات تتشكل من فلول الجيش الأفغاني النظامي وقوات خاصة ومليشيات محلية، قد دعا قبل اندلاع القتال منذ نحو أسبوع لتسوية عبر التفاوض مع طالبان. وجرت محاولات عدة لعقد محادثات، إلا أنها لم تتكلل بالنجاح. وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن سبب فشلها.
وقال المتحدث باسم طالبان، بلال كريمي، في وقت سابق اليوم على "تويتر" إن الحركة سيطرت على مقر الشرطة ومركز منطقة رخة قرب بازاراك، عاصمة إقليم بانشير، وإن قوات المعارضة تكبدت خسائر فادحة في صفوفها إضافة لأسر العديد وضبط مركبات وأسلحة وذخائر.
ويعتبر وادي بانشير منطقة جبلية وعرة تقع إلى الشمال من كابول، ما يزال حطام دبابات سوفييتية مدمرة يتناثر في أرجائه. وأثبت هذا الإقليم عبر العقود صعوبة السيطرة علي، إذ قاوم الغزو السوفييتي وحكومة طالبان السابقة، التي تولت السلطة من 1996 إلى 2001، وذلك تحت قيادة أحمد شاه مسعود، الوالد الراحل للزعيم الحالي للجبهة.
والقتال في بانشير هو أوضح مثال على مقاومة حكم طالبان. لكن مدنا أخرى شهدت أيضاً خروج احتجاجات محدودة العدد دفاعاً عن حقوق النساء أو عن العلم الأفغاني.
ي.أ/ ع.ج.م (رويترز)