زيارة لحديقة بون في أسبوع الحدائق الجامعية في ألمانيا
١٩ يونيو ٢٠١١حلقة صغيرة مكونة من مجموعة من الطلاب يستمعون باهتمام لناديا كروتكوفا التي توضح لهم خصائص نبات الأوركيديا في الحديقة النباتية التابعة لجامعة بون. الأستاذة المساعدة مسؤولة عن عدد صغير من الطلاب وتعطيهم دروسا في مادة أنظمة وحيوية النباتات المزهرة. ففي الحديقة النباتية التابعة للجامعة تتم زراعة النباتات بنظام خاص، كما يوضح الأستاذ المساعد فولفرام لوبين.
نباتات من كل أنحاء العالم
ويوجد في هذه الحديقة الجامعية نحو 12.000 نوع من النباتات، كما يقول لوبين. "في هذا الدرس نحاول التعرف على أوجه الشبه بين مختلف النباتات. هنا توجد في الأحواض نباتات قد لا نجدها مجتمعة بالشكل نفسه في الطبيعة، مثلا نباتات من أمريكا اللاتينية وأخرى من أمريكا الشمالية، لكن تربطها علاقة قرابة. هذا جزء مهم في دراسة النباتات."
النباتات التي يجمعها الطلاب هنا يتم تصنيفها في مختبر تابع لمعهد نيس (NEES) للتنوع الحيوي التابع لجامعة بون، حيث يتم فحص النباتات بواسطة المجهر، لدراسة تركيبتها. وتعد الحديقة البيولوجية في بون من أقدم الحدائق العلمية في ألمانيا، حيث تم تأسيسها سنة 1818 في بناية قصر أهداه القيصر الألماني آنذاك للجامعة. وتحتوي الحديقة على أكثر من 12.000 نوع من النباتات أغلبها من أوربا، كما توجد نباتات أخرى نادرة، البعض منها مهدد بالانقراض، وموطنها القارات الأخرى، خاصة من المناطق الاستوائية.
دراسة النباتات للاستفادة من خصائصها
فبعض الطلاب الأجانب يصادفون هنا نباتات يعرفونها من موطنهم الأصلي، كما هو حال الطالبة فوونغ ترين التي أدهشها كثيرا أن تجد هنا نباتات من موطنها الأصلي فيتنام، كما تقول: "حينما رأيت زهرة اللوتس في بون شعرت بالحنين لموطني فيتنام. لقد تم اكتشاف الخصائص الفريدة لهذه الزهرة هنا في معهد نيس".
فنتائج أبحاث معهد نيس للتنوع الحيوي منحت المعهد شهرة عالمية. مدير المعهد فيلهلم بار تولد (Wilhelm Berthold) بدأ في بحث خصائص نبات اللوتس في سبعينيات القرن الماضي، حيث اكتشف ما أصبح يعرف بعامل اللوتس الذي يسمح للنبتة من تنظيف نفسها بنفسها. فتركيبة سطح الأوراق لا تسمح للأوساخ أن تصل إلى العمق، ما يقي الزهور من الذبول. الدكتور فيلهلم بيرتولد واصل دراسة نبتة اللوتس الفريدة ليتوصل إلى ابتكار صباغة جديدة تملك نفس العامل الواقي كزهرة اللوتس، لكن الطريق لم يكن سهلا كما يقول: "إنها ظاهرة معقدة للغاية لا يمكن بحثها إلا داخل فريق عمل جيد. كما أن الإقبال على هذا المجال كبير جدا، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن حجم إيرادات بيع الصبغة التي تحوي عامل اللوتس الواقي يصل إلى مئات الملايين في ألمانيا وحدها." من جهة أخرى يعتبر عامل اللوتس الواقي من أشهر مجالات تخصص البيونيك الذي يهدف إلى اكتساب خبرات تقنية من خلال دراسة خصائص النباتات.
الكاتبة: جابي رويشر / خالد الكوطيط
مراجعة: عبده جميل المخلافي