ساندي يضرب الساحل الشرقي الأمريكي والفيضانات تكتسح نيويورك
٣٠ أكتوبر ٢٠١٢
وصل الإعصار ساندي، أحد أكبر الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة على الإطلاق إلى اليابسة برياحه العاتية وأمطاره الغزيرة بالقرب من مدينة أتلانتيك سيتي مساء أمس الاثنين (30 أكتوبر/ تشرين الأول)، مما أدى إلى عمليات إجلاء للسكان وتوقف سائل النقل العام وتعطيل حملة انتخابات الرئاسة. وذكرت التقارير الأولية أن هناك فيضانات واسعة النطاق في مدينة نيويورك. كما وردت أنباء عن عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا معظمهم بسبب سقوط الأشجار. ولقي نصف عدد الضحايا حتفهم في ولاية نيويورك.
وسقطت الأشجار في وسط شوارع مدينة نيويورك التي باتت مدينة أشباح وأغلق الحطام أحد الجسور الرئيسية في بوسطن. وغمرت مياه الفيضانات الشوارع الجانبية في منتجع ديوي بيتش بولاية ديلاوير. وفي بلدة فيرفيلد الساحلية بولاية كونيتيكت أغلقت زوارق الشرطة الطريق الرئيسي المؤدي إلى الشواطئ وطوق شريط الشرطة الأصفر المداخل الجانبية. وامتدت رياح العاصفة من الحدود الكندية إلى ولاية ساوث كارولاينا، ومن ولاية وست فرجينيا إلى نقطة في المحيط الأطلسي عند منتصف المسافة تقريبا بين الولايات المتحدة وبرمودا.
وتسببت العاصفة أيضا في غرق السفينة "أتش ام اس باونتي"، وهي نسخة طبق الأصل من السفينة البريطانية التي شهدت تمردا شهيرا عام 1789 في جنوب المحيط الهادئ، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم، ولا يزال القبطان في عداد المفقودين فيما تم إنقاذ أفراد الطاقم الـ 14 الآخرين قبالة ولاية نورث كارولينا. وقتل شخصان في ولاية نيوجيرسي عندما سقطت شجرة فوق سيارتهما كما تسببت شجرة في مقتل شخص آخر في ولاية كونيتيكت. وتوفيت امرأة في ولاية فرجينيا الغربية عندما اصطدمت سيارتها بشاحنة أسمنت على طريق تغطيه الثلوج. وقال المركز الوطني للأعاصير إن ساندي وصل إلى اليابسة في صورة "ما بعد الإعصار الاستوائي". ويحمل الإعصار رياحا تبلغ سرعتها 129 كيلومترا في الساعة وهو أعلى بكثير من الحد الأدنى لشدة الأعاصير.
وفي واشنطن دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما عشرات الملايين من الناس المعرضين للإعصار إلى اتباع تعليمات ونصائح السلطات. وقال أوباما في البيت الأبيض "إذا لم يتبع الجمهور التعليمات فإن هذا يجعل الأمر أكثر خطورة ويعني سقوط ضحايا يمكن تفادي سقوطهم." وأضاف أن الناس يجب أن تتوقع انقطاع التيار الكهربائي طويلا وتوقف شبكات النقل.
جدير بالذكر أن العاصفة ساندي أدت إلى مقتل 66 شخصا في منطقة البحر الكاريبي الأسبوع الماضي قبل أن تسبب هطول أمطار غزيرة على بعض سواحل الولايات المتحدة وفي سقوط ثلوج على المناطق المرتفعة مع تحركها شمالا. ويقول خبراء الأرصاد الجوية أن ساندي ظاهرة نادرة الحدوث تتمثل في "عاصفة فائقة الضخامة" نتجت عن التفاف تيار قطبي بارد حول عاصفة استوائية وأدت إلى هطول أمطار وصل ارتفاعها إلى 30 سنتيمترا وسقوط ثلوج بلغ ارتفاعها قرابة متر على جبال أبالاتش.
ط.ا/ ا.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)