سر ما جرى في استراحة نهائي كأس ألمانيا؟
٣ يونيو ٢٠١٧بينما تمثل العروض الفنية خلال فترة الاستراحة في المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأمريكية "سوبر بول" إبهاراً له جمهوره العريض في أنحاء العالم، ينظر أغلبية الألمان بشكل سلبي للعروض الفنية بين شوطي المباريات النهائية في بطولاتهم، ولا يرونها ممتعة، بل ويقابلونها بالاستهجان مثلما حدث قبل أسبوع في مباراة نهائي كأس ألمانيا بين دورتموند وأينتراخت فرانكفورت، التي فاز بها أسود فيستفاليا.
وبناء على استطلاع للرأي أجراه معهد "YouGov" بين أكثر من ألف مشارك أيد 31 في المائة إقامة العروض الفنية بين شوطي المباراة، بينما كانت نسبة الرافضين لها 48 في المائة، فقد اعتبر هؤلاء تلك العروض "سيئة" أو "سيئة على الأرجح". كما اعتبر كثيرون أن الأمر سيان، ولم يبد 20 في المائة رأيهم في المسألة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وكانت هِلِنا فيشر، مغنية الـ"شلاغر" (الأغاني الشعبية الألمانية) الشهيرة، قد قدمت استعراضا فنيا مع فرقتها خلال نهائي الكأس (27 مايو/ أيار). وقبل أن تبدأ وبمجرد إعلان المذيع الداخلي للملعب عن فقرة المطربة الشابة قامت الجماهير، وخصوصا جماهير فرانكفورت، بإطلاق صافرات الاستهجان لمدة ثماني دقائق متواصلة. لكن فيشر استجمعت أعصابها وأدت فقرتها وكأنها لا تسمع شيئا، لكنها بكت من بعد خلال أحد النقاشات حول المسألة، التي شغلت بال ألمانيا على مدار أسبوع. والطريف أيضا أن هِلِنا فيشر قدمت الاستعراض مجانا لصالح اتحاد كرة القدم الألماني، كما أنها سبق وغنت في الاحتفال الكبير أمام بوابة براندبورغ في برلين بالمانشافت الفائز بمونديال البرازيل عام 2014.
السبب الحقيقي للصفير؟
وبعد واقعة الملعب الأولمبي أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم أنه بعد كل مباراة في نهائي الكأس يقوم بتحليل مجرى الأحداث وأنه سيفعل ذلك هذا العام أيضا "وبعدها سنقرر هل سنبقي على الأمر أم سنغيره." لكن صحيفة بيلد، واسعة الانتشار قالت إنها علمت أن الاستعراض الفني بين شوطي نهائي الكأس لن يعد يقام أبداً بهذا الشكل.
وسبق واقعة الملعب الأولمبي في برلين واقعة أخري في ميونيخ قبلها بأسبوع، حيث تسببت المطربة الأمريكية الشهيرة " أنستزيا" في تأخير انطلاق الشوط الثاني من مباراة بايرن ميونيخ مع فرايبورغ في ختام موسم الدوري لمدة 11 دقيقة كاملة. وقد ظهرت على أرين روبن علامات الضيق وألمح "انتهي بسرعة من فضلك، فهناك مباراة يجب إكمالها." كما أن حكم المباراة لم يصدق نفسه وأخذ يهز رأسه متعجبا مما يحدث، قبل أن يطلق صافرة بداية الشوط الثاني.
لكن الحوار في ألمانيا تركز أكثر حول موقف فيشر في نهائي الكأس. وقالت المغنية في لقاء تلفزيوني إنها علمت أنه كان هناك "رهان" من أصحاب مطاعم في فرانكفورت يتضمن وعداً بمنح المشجعين "بيرة مجانا"، إذا استمرت صافراتهم لفترة أطول من فقرتها الاستعراضية. وتقول بيلد إن هناك مزاعم أيضا بأن جماهير فرانكفورت أرادت عقاب فيشر لأنها في عام 2013 ظهرت بقميص دورتموند في إحدى المناسبات، "لكن الثابت هو أن الصفير قام به مشجعو الفريقين"، وليس مشجعي فرانكفورت وحدهم، تضيف الصحيفة.
هل تغير المزاج؟
عاب كثيرون على الجماهير فعلتهم وقال بعضهم إنه بدلا من أن يشكروا أكبر نجمة استعراضية ألمانيا على مشاركتها قاموا بالإساءة إليها. لكن فالتر م. شتراتن، رئيس القسم الرياضي بجريدة بيلد كان حاضرا في مقصورة الملعب وأسف لما حدث مع فيشر لكن رغم ذلك يقول "لقد شاركت في الصفير لكن في قلبي". وأضاف شتراتن: "هنا التقى شيئان لا علاقة لهما ببعضهما، ومن يحب أغانيها عليه أن يذهب إلى حفلاتها أو يشترى أسطواناتها."
ويرى رئيس القسم الرياضي بجريدة بيلد أن الاستراحة بين شوطي المباراة في نهائي الكأس ينبغي ألا تكون مسرحا ليستعرض فيه المغنون "فالمباراة بالنسبة للجماهير أكبر أهمية بكثير من الاستعراض." ويضيف شتراتن أنه سيكون سعيدا بغناء فيشر في مناسبة واحدة بعينها، هي عندما يعود اشبال يوآخيم لوف بكأس العالم السنة المقبلة ويحتفلون عند بوابة براندبورغ مثلما حدث عام 2014.
لكن مزاج مشجعي الكرة الألمان لم يكن هكذا دائما، فمثلا في نهائي الكأس عام 1997 بين شتوتغارت وكوتبوس كان المشجعون منبهرين وتفاعلوا بفرح مع المغني الراحل أودو يورغنز بين شوطي المباراة.