"سكسونيا السويسرية".. من أجمل بقاع أوروبا في قلب ألمانيا
يطلق عليها البعض جبال وادي نهر ألبه، فيما يسميها آخرون سكسونيا السويسرية، ولكن الجميع تثير دهشتهم التكوينات الصخرية العملاقة، والمنحدرات السحيقة. في واحدة من أجمل بقاع أوروبا في قلب المانيا.ملف صور يوثق جمال المنطقة.
يمتد البصر من أعلى حصن كونغزشتاين إلى ليلينشتاين، احد أشهر جبال ميزا في سكسونيا السويسرية، نهر ألبه ينعطف بشكل واضح في هذا الوادي، والمنظر بمجمله خلاب ساحر.
قصة نجاح المنطقة عمرها مائتي عام فقد خلد فنانان سويسريان كانا يدرسان في أكاديمية دريسدن بألمانيا مظهر الصخور العملاقة التي زينت وجه المنطقة، بعد أن ذكرتهما المقاطع الصخرية الشاهقة بالمناظر الخلابة في منطقتهما. وهكذا أطلقا اسم "سكسونيا السويسرية" على المنطقة تخليدا لمنطقتهما.
ما برحت مدينة دريسدن تمثل خير بداية للتمتع بمناطق سكسونيا السويسرية، فأمام أفق المدينة ذي الطابع الباروكي تتجاور مبانٍ جميلة بنيت من الحجر الرملي، فيما تمخر عباب نهر ألبه سفن بخارية.
رحلة عبر نهر ألبه تستغرق ساعتين تصل بك إلى الحدود مع التشيك، فإذا ترجلت من السفينة ( الزورق) في منطقة فيهلين أو راتن أو كونغشتاين أو باد شانداو فانك ستكون بمواجهة سفوح الجبال المهيبة.
تناوبت الريح وعوامل الطقس خلال ملايين السنين على نحت هذه النصب التجريدية العملاقة. وعبر زمن غير معروف أطلق الناس على كل منها اسما صنعته أخيلتهم، ومنها كلب الصيد الرشيق، القاطرة، حارس الوادي. الصورة هنا تظهر "أعمدة هرقل" بوادي بيلتال.
بين الجبال شبكة ممرات توفر متعة التجول للهواة والمحترفين على حد سواء. في كل زاوية جديد من الصخور والتكوينات الأرضية المعقدة، وإذا أعترضك تل مرتفع أو جبيل متعال، فتأكد أنّ المنظر فوقه سيعوض تعب التسلق المضني.
اغلب الممرات الجبلية تصل بك إلى باستاي أو باستيون وهو بقايا الحصن الذي يستقر في أشهر تكوين صخري في سكسونيا السويسرية. وكان على مدى التاريخ وطنا لفرسان مغاوير، ثم وطنا لرومانسيين حالمين، واليوم هو قبلة للسائحين الوافدين للتمتع بالمنظر الخلاب من ارتفاع 200 متر.
تضم سكسونيا السويسرية أكثر من 1000 قمة تمثل كلها أهدافا تتحدى قدرات متسلقي الجبال، وهي في مجملها اكبر منطقة تسلق جبال في ألمانيا.شروط التسلق هنا تمنع استخدام أي وسائل مساعدة خارجية، باستثناء قوة عضلات المتسلق والحبال والمسامير والمغاليق التي يحملها المتسلق.
حصن كونغزشتاين هو واحد من اكبر حصون أوروبا العامرة الذي لم يقهر على مدى عمره البالغ 800 عاما، والسبب هو الجدران السميكة والموقع المرتفع للحصن فوق الصخور والمدافع الثقيلة. وقد استخدم الملك اوغسطوس الثاني الحصن كسجن مركزي لولاية سكسونيا، ولكنه كان أيضا منتجعا له، وما زال قبو النبيذ فيه شاهدا على ذلك التاريخ.
من يتملكون القدرة على المطاولة بعد التسلق والسير عبر المرتفعات، سيكون بوسعهم أن يأخذوا طريق الدراجات قافلين بالعودة الى مدينة دريسدن بمحاذاة مسار نهار ألبه. هذا الطريق المنبسط نسبيا يمكن خلاله تأمل الجبال الشاهقة والتكوينات الصخرية الجملية على امتداد ضفاف نهر ألبه.