سكولاري يطلب الصفح من البرازيليين
٩ يوليو ٢٠١٤لم يقدم مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري استقالته من منصبه بعد تعرض بلاده لأقسى خسارة في تاريخها أمام ألمانيا 1-7 اليوم الثلاثاء (الثامن من تموز/ يوليو 2014) في بيلو هوريزونتي في الدور نصف النهائي للنسخة العشرين من نهائيات مونديال البرازيل 2014.
وقال سكولاري في المؤتمر الصحافي بعد المباراة: "من هو المسؤول عن هذه النتيجة؟ أنا، أنا. اللوم على هذه الخسارة يمكن مشاركته بيننا جميعا، لكن الشخص الذي اختار التشكيلة كان أنا، لقد كان ذلك خياري. حاولنا أن نقدم ما نعرف، قمنا بكل ما في وسعنا، لكن واجهنا فريقا ألمانيا رائعا".
وتابع المدرب الذي قاد البرازيل إلى لقبها الخامس في 2002: "لم نتمكن من القيام برد فعل بعد تأخرنا بالنتيجة. حتى الألمان لن يقدروا على رواية ما حصل، لكن هذا بسبب براعتهم ويجب أن نحترم ذلك. رسالتي إلى الشعب البرازيلي هي التالية: رجاء اعذرونا على هذا الأداء. أنا آسف لعدم تمكننا من بلوغ النهائي، وسنسعى للفوز في مباراة تحديد المركز الثالث. لا يزال أمامنا ما نلعب من اجله".
وتلعب ألمانيا في المباراة النهائية الأحد المقبل على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، مع الأرجنتين أو هولندا اللتين تلتقيان غدا الأربعاء على ملعب "ارينا كورينثيانز" في ساو باولو. أما البرازيل فتخوض مباراة المركز الثالث أمام الخاسر من مباراة الأرجنتين وهولندا، السبت المقبل على ملعب "ناسيونال مانيه غارينشا" في برازيليا.
سقوط قاسي
وهي المرة الثامنة التي تبلغ فيها ألمانيا المباراة النهائية بعد أعوام 1954 و1974 و1990 عندما أحرزت اللقب، و1966 و1982 و1986 و2002 عندما حلت وصيفة. وكانت البرازيل تمني النفس باستغلال استضافتها للعرس العالمي للمرة الثانية في تاريخها لتمحو الكارثة الوطنية لعام 1950، عندما أهدرت فرصة إحراز اللقب على أرضها وملعبها الشهير ماراكانا حيث خسرت أمام الاوروغواي 1-2 بعدما كانت متقدمة 1- صفر وكان يكفيها التعادل فقط للظفر باللقب، بيد أن الماكينة الألمانية حرمتها من ذلك وألحقت بها شر هزيمة في مأساة وطنية جديدة ستبقى خالدة في الأذهان مدى التاريخ بإسم "كارثة بيلوهوريزونتي" بحجم قساوة السقوط والذي لم تتعود عليه البرازيل حاملة الرقم القياسي.
وهي أقسى خسارة للبرازيل منذ سقوطها أمام الاوروغواي صفر- 6 في عام 1920 في كوبا أميركا، والأولى لها منذ سقوطها أمام الأرجنتين 1-6 وديا عام 1940. كما هي المرة الثانية التي تستقبل شباكها 5 أهداف في المونديال منذ عام 1938 عندما تغلبت على بولندا 6-5.
كما هي الخسارة الأولى للبرازيل على أرضها في المسابقات الرسمية منذ 39 عاما، وتحديدا منذ عام 1975 حين سقطت في بيلو هوريزونتي أمام البيرو 1-3 في ذهاب الدور نصف النهائي من كوبا أميركا، قبل أن تفوز إيابا 2-صفر دون أن يجنبها ذلك الخروج من المسابقة، علما بان خسارتها الأخيرة على أرضها على الصعيد الودي تعود إلى عام 2002 ضد الباراغواي في مباراة خاضها المدرب الحالي سكولاري بتشكيلة رديفة لأن "اوريفيردي" كان قد توج للتو بلقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
لن ينسى
ومثلما تذكر البرازيليون سكولاري على اعتبار أنه آخر من قادهم إلى اللقب عام 2002، فسيبقى عالقا في الأذهان ولكن هذه المرة باعتباره المدرب الذي منيت معه البرازيل بأقسى خسارة لها علما بأنه خاض مباراته الـ20 في المونديال وعادل رقم مواطنه ماريو زاغالو.
وضربت ألمانيا بقوة وأكثر من عصفور بحجر واحد فهي ثأرت لخسارتها أمام البرازيل صفر-2 في المباراة النهائية لمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان في أول وآخر مواجهة بينها في العرس العالمي، وردت الاعتبار لخسارتها مرتين أمام البرازيل في كأس القارات، صفر-4 في الدور الأول عام 1999، و2-3 في نصف نهائي 2005.
واستعادت ألمانيا الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في تاريخ النهائيات والذي كان بحوزة مواطنها غيرد مولر قبل أن يحطمه البرازيلي رونالدو عام 2006 في ألمانيا واستعاده اليوم المخضرم كلوزه بتسجيله الهدف الـ16 له في العرس العالمي.
ورفع مولر رصيده إلى 10 أهداف في تاريخ مشاركته في نهائيات كاس العالم مع 7 تمريرات حاسمة. وهو الفوز الخامس لألمانيا على البرازيل في 22 مباراة جمعت بينهما حتى الآن مقابل 12 خسارة و4 تعادلات. ويعود اللقاء الأول بينهما إلى 5 أيار/ مايو 1963 عندما فازت البرازيل 2-1.
ع.خ (د ب ا ، ا ف ب)