سمعة برشلونة على المحك بسبب الـ"البكيني"!
٢٠ مايو ٢٠١٠على عكس دول أوروبية أخرى، حيث يدور الجدل حول ارتداء النقاب والحجاب، تعاني مدينة برشلونة الأسبانية من مشكلة أخرى تتمثل في انتشار مظاهر "التعري" في شوارع وأزقة المدينة السياحية الساحلية. فالسياح يحبون التجوال في المدينة وهم شبه عراه.
هذا الأمر دفع بالسلطات في عاصمة إقليم كتالونيا إلى القيام بحملة لإقناع زوار المدينة بارتداء بعض الملابس أثناء تجوالهم في شوارعها، فمشهد السياح الذين يكتفون بارتداء لباس البحر ذى القطعتين "البكيني" وملابس البحر ليس محببا لسكان ثاني أكبر مدن أسبانيا الذين يعتبرونه مؤذيا للنظر.
سمة المدينة عل المحك
ونظرا لهذا الوضع تجد برشلونة سمعتها على المحك، فالمدينة الأسبانية العريقة التي يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة لا تعتبر نفسها مجرد منتجعا شاطئياً، بل مدينة عالمية ومركز تجمع وجذب هائلين. هذا ما يدفع أصحاب الفنادق ورجال الأعمال إلى القلق والخوف على سمعة مدينتهم التي يعرضها بعض السائحين بملابسهم الخفيفة للخطر.
من جانبهم، رحب أصحاب الفنادق والمحال التجارية والأحزاب السياسية بالمبادرة، ويطالب السياسيون المحافظون حتى بفرض غرامات على من يرتادون الشوارع أشباه عراة. وهو ما فعلته مدينة سيتجز الساحلية المجاورة، غير أن برشلونة لن تمض إلى هذا الحد، كما ألمحت أسومبتا سكارب عضو مجلس بلدية المدينة.
"التعري" بدأ مع الرياضة
برشلونة بشاطئها المتوسطي مدينة مغريةٌ ليس فقط للسائحين القادمين من بلدان أوربا الباردة، حيث يمكنهم الاسترخاء على الرمال الدافئةِ هرباً من برد شمال ووسط أوروبا، ولكن لها طابعأً ثقافيأً ومعماريأً مميزاً ايضأ وهي بجانب ذلك تجتذب مشجعي كرة القدم وذلك لوجود نادي كرة القدم الشهير الذي يحمل اسمها.
وحين يخوض فريق كرة القدم هذا مباريات مع أندية أوربية أخرى فإن المدينة تكتض بالمشجعين. وهنا كانت بداية ما يمكن اعتباره تجاوزا "ثقافة شبه العري" هذه مع حشود مشجعي كرة القدم الإنجليز والألمان الذين كانوا يسيرون في حي لاس رامبلاس بأجسادهم شبه العارية، أو يتسكعون في متنزه جويل العام الذي صممه المعماري الشهير أنتوني جاودي، ثم ساير الشباب والسائحون الموجة.
اللباس الصحيح في المكان الخاطئ
ويعتقد الأسبان أن البكيني وسروايل الاستحمام مكانها الشواطئ وليس طرقات المدينة، أما أن تذهب للتسوق أو لأحد المطاعم مرتدياً ملابس استحمام فهو ما يرون أنه ينم عن افتقار للذوق.
وتعلق صحيفة "إلبريوديكو دي كتالونيا" على ظاهرة تجول السياح في المدينة بتلك الملابس في غضب بالقول بأن "الأمر لا يتعلق بالمظهر الجمالي فحسب، بل بالصحة العامة أيضا فعندما يكون الجو حارا، لا يريد أحد أن يلمسه شخص نصف عار في مترو الأنفاق أو في الحافلة".
(ع. خ/ د ب ا)
مراجعة: عبده المخلافي