سوريا: موسكو ترجح مسؤولية المعارضة عن هجوم حلب الكيماوي
١٠ يوليو ٢٠١٣قال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء (9 يوليو/ تموز 2013) إن التحليل العلمي الروسي يشير إلى أن مقذوفا مميتا سقط في إحدى ضواحي مدينة حلب السورية في 19 من مارس/ آذار كان يحتوي على غاز السارين ويرجح أن مقاتلي المعارضة هم من أطلقوه. وأدى الهجوم الذي وقع في خان العسل بمحافظة حلب الشمالية إلى سقوط ما يقرب من 25 قتيلا. وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عما تقولان إنه كان هجوما بالأسلحة الكيماوية. وينفي كل جانب استخدام أسلحة كيماوية.
وقال المبعوث الروسي فيتالي تشوركين إن خبراء روسا زاروا الموقع الذي سقط فيه المقذوف وأخذوا عينات من المواد الموجودة في المكان. وأضاف إنه جرى تحليل تلك العينات في مختبر روسي معتمد من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وتابع "نتائج التحليل تشير بوضوح إلى ان الذخيرة التي استخدمت في خان العسل لم تنتج في مصنع وكانت مليئة بغاز السارين." وقال تشوركين "المقذوف المعني ليس مقذوفا قياسيا للاستخدام الكيماوي فمادة الهكسوجين التي تستخدم كشحنة أولية لا تستخدم في الذخائر القياسية. ولذلك يوجد سبب قوي يدعو للاعتقاد بأن مقاتلي المعارضة المسلحة هم الذين استخدموا الأسلحة الكيماوية في خان العسل". وقال تشوركين انه ابلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بنتائج التحقيق الروسي.
ومن المقرر أن يجتمع بان مع آكي سيلستورم العالم السويدي الذي يرأس فريقا للأمم المتحدة تم تشكيله للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا في نيويورك هذا الأسبوع.
لكن واشنطن، اعترضت على الاتهامات الروسية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة لم تر أي أدلة تنبئ بأن المعارضة السورية "لديها القدرة على استخدام أسلحة كيماوية أو استخدمت أسلحة كيماوية." وأضاف قوله "وإذا كان (الرئيس السوري) بشار الأسد مهتما بشكل جاد بإثبات زعمه والآن الزعم الذي تطلقه روسيا، فيجب على الأسد أن يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول البلاد وأن تستخدم روسيا صلاتها بالأسد لحمله على السماح لمحققي الأمم المتحدة بالدخول". ولم يستطع فريق سيلستروم دخول الأراضي السورية حتى الآن لأن حكومة الأسد لا توافق إلا على دخوله مدينة حلب حيث تبادل جانبا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية. ونفت الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية.
ومن المتوقع أن يقدم سيلستروم تقريرا مبدئيا هذا الشهر. ويقول مبعوثو الأمم المتحدة إن التقرير قد يكون شفهيا ولن يكون على الأرجح قاطعا لأنه من المتعذر عليه أن يصدر تقييمات محددة بشأن سلسلة الإيداع للعينات التي تلقاها من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
حصار على غرب مدينة حلب
وفي حلب أيضا، ولكن في موضوع آخر، قال نشطاء المعارضة الثلاثاء إن المعارضين السوريين كثفوا من محاصرتهم للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب الواقعة شمال البلاد حيث يواجه السكان الآن نقصا حادا في الغذاء. ويستنكر العديد من النشطاء هذا التكتيك الذي يهدف إلى إضعاف طرق الإمداد لقوات الرئيس بشار الأسد ويقولون إنه يعاقب بدون تمييز أكثر من مليوني شخص يعيشون في الجزء الغربي من المدينة الذي ما زال الجيش يسيطر عليه. ووصل الوضع في حلب إلى طريق مسدود منذ عام تقريبا عندما شن المعارضون هجوما واستولوا على نصف المدينة. ويعمل معارضون منذ أشهر لإعاقة الطرق المؤدية إلى غرب حلب لكن نقص الغذاء أصبح مشكلة خطيرة هذا الأسبوع.
ويقول نشطاء إن أسعار الغذاء أرخص الآن في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي عانت منذ شهور قليلة من نقص حاد بسبب محاصرة الجيش والغارات الجوية. ويقول سكان في غرب حلب إن أسعار الغذاء قفزت لأكثر من عشرة أضعاف مستواها الأصلي وأصبح من الصعب الحصول على الأساسيات مثل الخبز والدقيق. وما تزال منتجات مثل الحنطة المطحونة والأرز متوفرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة إن المعارضين يعترضون بفاعلية معظم الطرق المؤدية لغرب حلب التي تشهد اشتباكات ضارية.
ف.ي/ ح.ز (أ ف ب، رويترز)