سوق الكتاب الألماني يشهد تحسنا ملحوظا
يعاني قطاع الكتاب الألماني منذ بضع سنوات من تراجع ملموس. صحيح أن نادي الكتاب الألماني يقوم بمراعاة مصالح المكتبات ودور النشر الألمانية، إلا أن هذا الأخير شهد مؤخرا تراجعا ملحوظا. وبعد ثلاث سنوات من الركود اتخذ سوق الكتاب الألماني خلال عام2004 اتجاها تصاعديا. فبالرغم من أن هذا القطاع لم يشهد إلا ارتفاعا طفيفا، وذلك بنسبة 0,1 بالمائة، إلا أن مدير النادي الألماني للكتاب السيد ديتر شورمان كان على يقين من أن هذا القطاع سيشهد تحسنا ملحوظا في المستقبل.
دفعة إلى الأمام
ويقول ديتر شورمان إن سوق الكتاب الألماني شهد في النصف الأول من عام 2004 تحسنا ملحوظا. وبناء على ذلك فإنه المسؤول يتوقع أن تعطي المنشورات الجديدة التي ستصدر في موسم الخريف والتي تختلف نوعية نصوصها دفعة لسوق الكتاب الألماني إلى الأمام. وأضاف أن أصحاب المكتبات قاموا بتطوير آليات العمل, الأمر الذي جعل المسؤولين يتفائلون بمستقبل زاهر لسوق الكتاب الألماني.
لقد استثمر قطاع الكتاب الألماني في السنوات الأخيرة ما يزيد عن 2 مليون يورو. ومن بين المنشورات التي لاقت اهتماما كبيرا من طرف القراء كانت المؤلفات الأدبية والروايات و القصص البوليسية، إضافة إلى قصص الأطفال وكتب تعلم الطبخ. معظم الكتب تم شرائها من المكتبات. وخلال السنة الماضية لم يباع إلا كتاب واحد من كل عشرين كتاب صدرت في الإنترنت. ورغم ذلك يقول المراقبون إنه هناك إقبالا أكبر من طرف القراء على شراء الكتب من الإنترنت.
الجدير بالذكر أن أصحاب المكتبات غير مرتاحين للطبعات الخاصة التي تم إصدارها مثلما هو الشأن بالنسبة لما أصدرته دار نشر الصحيفة الألمانية "زود ديتشه تسايتونغ" من مؤلفات كلاسيكية حيث أن هذه الأخيرة تم بيعها بثمن 4,99 يوروه للكتاب الواحد.
صحيح أن هذه الاسعار جلبت العديد من المشتريين إلى المكتبات إلا أن رئيس لجنة قطاع الكتب حذر من مثل هذه العروض الرخيصة، حيث أن الزبون سيتعود على هذه الاسعار التي لا تتفق و طبيعة السوق وفي نفس الوقت لا تأتي بمردودية.
تقدم ايجابي ملحوظ
يشهد سوق تصدير الكتاب الألماني تطورا ملحوظا, ففي سنة 2004 تمت ترجمة العديد من الكتب الألمانية إلى اللغات الأجنبية الأخرى على عكس الكتب الأجنبية إلى اللغة الألمانية. تعتبر القارة الآسيوية من أهم القارات التي يتم فيها تسويق الكتب الألمانية المترجمة. ومن أهم هذه الأسواق الآسيوية نجد الصين وكوريا. ومن المواضيع التي تحظى باهتمام القراء الصينيين هي المؤلفات الفلسفية الكلاسيكية الألمانية، في حين أن القراء الكوريين يقتنون كتب الأطفال بشكل كبير. هذا ما جاء على لسان رئيس لجنة النشر يورغن باخ. ويضيف المسؤول قائلا إن هذا راجع إلى كون اللغة المصورة التي تتبعها كتب الأطفال الألمانية نالت إعجاب الكثير من الكوريين.