شباب بلا حدود - الجزء الثاني من الرحلة الألمانية
٢٨ أكتوبر ٢٠١٠على مدى سبعة أيام حل الشباب المصري ضيفا على زملائه الألمان، وقاموا برحلة عبر ألمانيا قطعوا خلالها أكثر من ألفي كيلومترا حملتهم إلى عدة محطات تعرفوا فيها على ألمانيا العصور الوسطى مرورا بحقبة الثورة الصناعية وانتهاءً بعصر التكنولوجيا ومحطة الفضاء الدولية. محطات الرحلة لم تكن جديدة بالنسبة للشباب المصري فقط، وإنما كان كثير منها جديدا أيضا بالنسبة لبعض الشباب الألماني أنفسهم.
وفي الجزء الثاني من الرحلة الألمانية، والذي نقدمه في حلقة البرنامج الجديدة، حط الشباب المصري والألماني رحاله في نزل للشباب في منطقة لور، وزار مصنع بورشه الشهير لصناعة السيارات الرياضية المعروفة بالاسم نفسه، ثم قام الشباب بجولة في مدينتي روتنبورغ ذات الطابع القروسطي وهامبورغ أكبر ميناء أوروبي بعد روتردام.
أيام مشتركة في نزل شباب
يُقال إن معرفتنا بالناس لا تكتمل إلا بمعاشرتهم، وبالفعل كانت إقامة الشباب المصري والألماني في نزل للشباب بمنطقة لور فرصة حقيقية لتوطيد علاقة الصداقة بينهم. ونجح القرب والاشتراك في تفاصيل الحياة اليومية في تذويب الفوارق بينهم، وانصهرت المجموعتان في قالب واحد ليصبحا مجموعة واحدة. وكما تقول بيانكا فإن غياب وسائل التسلية التقليدية كالتلفزيون وأماكن السهر أثناء إقامتهم في نزل الشباب جعل التواصل بين الشباب مكثفا.
واشترك الأولاد من المجموعتين في غرفة واحدة في النزل، في حين اشتركت البنات في غرفة أخرى. وكشفت تجربة الحياة المشتركة عن فرصة للاستفادة المتبادلة بين المجموعتين، فقد تعلم الشباب المصري من زملائهم الألمان فضيلة ترتيب الفراش بعد الاستيقاظ من النوم، وتعلمت الشابات المصريات ضرورة أخذ راحة الآخرين في الغرفة في عين الاعتبار، والتوقف عن الحديث أثناء نومهم.
الشباب الألماني بدورهم تعلموا من الشباب المصري، كما يقول الشاب رفعت، مهارة لعب تنس الطاولة، حيث استطاع رفعت إثبات جدارته وتفوقه على الآخرين في هذه الرياضة.
انبهار بسيارات بورشه وطريقة إنتاجها
وخلال زيارة الشباب لمصنع بورشه للسيارات المشهور ظهر واضحا تباين بين اهتمامات الشباب من المجموعتين. فقد انبهر الشباب المصري بسيارات بورشه الرياضية، والتي ينتج منها المصنع نحو 140 سيارة يوميا، وسعدوا بفرصة رؤيتها والجلوس فيها، وهي الفرصة التي من الصعب أن تتاح لهم في حياتهم اليومية. كما أبدوا إعجابهم بكيفية استغلال عملية الإنتاج لكل دقيقة من عمل العمال بكفاءة عالية، حيث لاحظ الشاب هاني أن يوم العامل المصري يذهب معظمه في أمور بعيدة عن الإنتاج.
أما الشباب الألماني فقد انصب انبهاره على عملية الإنتاج نفسها، وأعجبوا بالمقدرة التنظيمية للمصنع، أما السيارات في حد ذاتها فلم تشكل مصدر إثارة لمعظمهم، حتى أن الشاب لويس قال عندما سئل ماذا سيفعل إذا ما أهداه المصنع سيارة بورشه حديثة، إنه سيبيعها فورا لأنه لا يهتم بالسيارات وسيعيش من ثمنها الكبير لعدة أعوام دون الاضطرار إلى العمل.
وأتاحت زيارة المصنع للشباب لقاء بعضا من عماله، وتعرفوا إلى أحد العمال من أصل عربي وهو شمس الدين. واهتم الشباب كثيرا بسؤاله عن طبيعة حياته في ألمانيا والمشاكل التي واجهها في طريقه، فأوضح شمس الدين أن تعلم اللغة الألمانية كان المفتاح الذي ذلل له الكثير من الصعاب التي واجهته في بداية حياته في ألمانيا، كما أن إتقان الألمانية ساعده في تكوين صداقات من الألمان وجعله جزءا من المجتمع، على عكس بعض المهاجرين الذين لا يولون تعلم اللغة أهمية كافية فينتهي بهم المطاف منعزلين في جماعات هامشية.
رحلة إلى القرون الوسطى
وإذا كانت زيارة مصنع بورشه كشفت عن تباين في اهتمام الشباب المصري والألماني فإن زيارة مدينة روتنبورغ كشفت عن إعجاب مشترك بالطابع التراثي للمدينة التي حافظت على شخصيتها القروسطية، فلا تزال ساحاتها الصغيرة وأزقتها الضيقة ومبانيها الخشبية والطينية، صورة حية لما كانت عليه الحياة في القرون الوسطى في ألمانيا.
وقد أثرت هذه الصورة على الشابة مريم حتى أنها تمنت لو كانت تعيش في ذلك العصر. أما الشابة هنريته فقالت إنها رغم إعجابها الشديد بما شاهدته في المدنية فإنها لا تستطيع تخيل العيش فيها بعيدا عن وسائل الحياة العصرية. الشاب شتيفان راقته فكرة الحفاظ على تراث المدينة كما كانت عليه من قرون، لأن ذلك يبقيها في الذاكرة ويجعل الأجيال الجديدة تتصل بماضيها لتعرف هويتها.
وانتهت الرحلة لكن صورها ستبقى حاضرة في ذاكرة الشباب، وستبقى الخبرات التي تعلموها خلالها حاضرة في أذهانهم، ولعل أبلغ تعبير عن ذلك هو ما أشار إليه الشاب رفعت، حيث قال إن الدرس الأهم الذي تعلمه خلال الرحلة هو عدم تصديق الصور النمطية التي تقدمها لنا وسائل الإعلام.
شاهد معنا الحلقة وتعرف على تفاصيل الجزء الثاني من الرحلة المثيرة التي قام بها الشباب المصري في ربوع ألمانيا.
هيثم عبد العظيم
مراجعة: حسن زنيند