شتاينماير يحذر من "كارثة إنسانية مفزعة" في حلب
٢٩ يوليو ٢٠١٦حذر وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير من "كارثة إنسانية مفزعة" في مدينة حلب السورية المحاصرة. وقال شتاينماير اليوم الجمعة(29 تموز/يوليو) في برلين: "مئات الآلاف من المواطنين في حلب انقطعت عنهم كل أنواع الإمداد. الوضع الإنساني كارثي".
وأضاف شتاينماير: "من يتسبب مثل النظام السوري في الأزمة عبر القصف الشامل ويقدم في الوقت نفسه طرق فرار غير آمنة فإنه يلعب لعبة ساخرة ويضع المواطنين أمام خيار عديم الرحمة ويغلق الباب أمام أي فرصة لاستئناف مفاوضات جنيف".
وحمّل شتاينماير روسيا جزءا خاصا من المسؤولية عن هذا الوضع العصيب في حلب جراء دعمها للجيش والسلاح الجوي السوري، مناشدا موسكو ممارسة نفوذها على النظام السوري لفرض هدنة في حلب والتعاون مع الأمم المتحدة وتسهيل دخول الإمدادات إلى المواطنين في حلب بالتعاون مع المنظمات الإغاثية الدولية. وقال شتاينماير: "نحن بحاجة إلى إنهاء العنف والعودة إلى مائدة المفاوضات".
من جانبها، ترى فرنسا أن "الممرات الإنسانية" التي أقامها النظام السوري بعدما أعلنت عنها روسيا للسماح بإخلاء الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب لا تقدم "حلا مجديا" للوضع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال إن "القانون الدولي الإنساني يفرض إيصال المساعدة بصورة عاجلة" إلى السكان المحاصرين. وأضاف أنه "في هذا الوضع، لا تقدم فرضية إقامة "ممرات إنسانية" تتضمن الطلب من سكان حلب مغادرة المدينة، حلا مجديا للوضع".
في غضون ذلك، قال المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، إن الأمم المتحدة يجب أن تتسلم السيطرة على الممرات الإنسانية الجديدة في حلب، والتي حددتها القوات السورية وحليفتها روسيا. وقال دي ميستورا للصحفيين في جنيف "اقتراحنا هو أن تترك لنا روسيا الممر الذي يتم تحديده بمبادرة من جانبها". وأضاف أن "الأمم المتحدة وشركاءها، في المجال الإنساني، يعرفون ماذا يجب فعله ... هذه مهمتنا". وأضاف "هناك حاجة إلى وجود ضمانات بشأن حماية المدنيين".
من جانب آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن أليكسي بورودافكين سفير روسيا في مقر الأمم المتحدة في جنيف قوله إن موسكو "ستدرس بإمعان وتأخذ في الحسبان" مقترحات ستافان دي ميستورا مبعوث المنظمة الدولية إلى سوريا بشأن تحسين خطتها الإنسانية في حلب.
إلى ذلك، يلازم سكان الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب بشمال سوريا منازلهم الجمعة نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له مناطقهم وفي ظل تحذير الفصائل المقاتلة من خطورة سلوك المعابر الإنسانية التي قرر النظام فتحها أمام المدنيين الراغبين بالمغادرة، والتي وصفتها المعارضة بـ"ممرات الموت".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية السورية هاجمت، اليوم الجمعة، المنطقة التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في مدينة حلب، رغم إعلان دمشق وحليفتها روسيا عن بدء عملية إنسانية لإخراج المواطنين المحاصرين هناك.
ح.ع.ح/ع.خ(د.ب.أ/رويترز/أ.ف.ب)