شركات الصناعات الغذائية تغري الأطفال للإقبال على منتجات غير صحية
٢٤ يونيو ٢٠١٢يشتكي كثير من أطباء الأطفال في ألمانيا من أن الأغذية الموجهة للأطفال في أغلبها غير صحية، وتحتوي على كثير من الدهون والسكر والملح. وبمناسبة بطولة كأس الأمم الأوروبية، كثرت الدعايات الإعلانية التي تروج لهذه المنتجات. وهو ما كان محط انتقاد حزب الخضر الألماني، الذي تتهم نائبة رئيس كتلته البرلمانية، بيربيل هون، شركات الصناعات الغذائية إتباع نهج يعتمد على إغواء الأطفال لاستهلاك مثل هذه المواد. الشيء الذي ينتفي مع التزام هذه الشركات بعدم توجيه الدعايات الإعلانية للأطفال الذين يقل سنهم عن 12 عاما.
وبتعاون مع ميشائيل رادكه، كبير الأطباء في مستشفى بوتسدام لطب الأطفال والشباب، قام حزب الخضر بفحص العشرات من المنتجات الغذائية التي طرحتها شركات الصناعات الغذائية بمناسبة بطولة كأس الأمم الأوروبية. ووفقا لذلك، تبين أن ثلاثة أرباع هذه المنتجات كانت من الحلوى والمشروبات والوجبات الخفيفة. في حين كانت 10 في المائة منها من المشروبات الكحولية.
الوجبات السريعة تجلب هامش ربح أكبر
وترى منظمة فود ووتش (Foodwatch)، التي تهتم بحماية المستهلك، أنه أمر بديهي أن تحظى مثل هذه المنتجات غير الصحية بدعاية إعلانية كبيرة. وأرجعت المنظمة ذلك إلى أنه لا يمكن تحقيق أرباح كبيرة من خلال بيع الخضروات والفواكه، إذ يبلغ هامش الربح فيها 5 في المائة فقط، بعكس الوجبات السريعة والمشروبات الغازية التي تجني شركات الصناعات الغذائية من ورائها أرباحا كبيرة يصل هامش الربح فيها إلى 15 في المائة.
مشاهير الرياضة يروجون لمنتجات غير صحية
وتستعين شركات الصناعات الغذائية في ألمانيا بشخصيات مشهورة ومحبوبة من لدن الأطفال للترويج لمنتجاتها. وهذا تقليد مألوف في الدعايات الإعلانية. لكن، وفي ظل حقيقة أن نصف الألمان يعانون من البدانة، التي قد تتسبب في أمراض خطيرة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين على الأمد البعيد، يبدو ظهور نجوم كرة القدم مثلا في إعلانات تروج لهذه المنتجات غير الصحية أمرا مشبوها. وعن ذلك يقول ميشائيل رادكه بوضوح "إننا نلحق الضرر بالصحة العامة للناس، عندما يروج الرياضيون، الذين يُعتبرون مثالا للقوة الجسدية، لمنتجات تضر بصحة الأطفال".
أندرياس نول / عــادل الشروعات
مراجعة: طارق أنكاي