شركة ألمانية تطور أحذية طبية، لكنها أنيقة وجذابة
٢٢ أبريل ٢٠١٢عادة ما يكون شكل الأحذية الطبية ممّلا جدا، يدفع خاصة بالشباب وبالمراهقين إلى العزوف عن ارتداءها، حتى وإن كانوا يعانون من مشاكل في القدم. بيد أن شركة ألمانية صغيرة لصناعة الأحذية تحمل اسم "ماي فال (myVale)"، نجحت في تطوير صنادل طبية لكنها في الوقت ذاته تراعي أذواق الزبناء وتتماشى مع صيحات الموضة. ولهذا الغرض طورت الشركة بمساعدة تقنيات الإنترنت برنامجا ثلاثي الأبعاد، يمكِّن الزبون من تصميم صندل طبي حسب الشكل واللون الذي يناسبه، أي أنه يصمم موديلا خاصا به.
ووفق الموقع الخاص بالشركة، يستطيع الزوار تطوير موديلات تصل إلى حوالي 35 مليون موديل، لا يمكن الحصول عليها سوى عبر الانترنت، وتحديدا من موقع الشركة. وقد نجد فكرة مماثلة لدى شركة نايك المختصة في الأحذية الرياضية، التي تتيح على موقعها إمكانية تصميم موديلات فردية، واقتناءها عبر الانترنت، لكن ذلك لا يسري على نوع الأحذية الأخرى، ومن تمّ استفادت شركة "ماي فال" وعبر زرع الضبانات العلاجية داخل صنادل أنيقة وجذابة تلك الثغرة لتسويق منتجاتها داخل سوق الأحذية. وقد باعت في البداية حوالي خمسة آلاف صندل، أما اليوم فقد ارتفع العدد إلى حوالي سبعة آلاف صندل في جميع أنحاء العالم.
جائزة "ريد دوت" العالمية
وقد حصلت الشركة على جائزة "ريد دوت أوورد/ Red Dot Awards" لأحسن تصميم لعام 2011، وهي جائزة عالمية مرموقة وذلك عن موديل "النهر الأحمر Red River" والذي صمم وفق مبدأ "صحي ويتماشى مع الموضة" حسب روزيتا نينو من متحف الأحذية في مدينة أوفنباخ الألمانية. وقد تمت إضافة هذا الموديل إلى محتويات العرض المقدم في المتحف.
ويمكن للصندل لدى شركة "ماي فال" أن يزين بأحجار سفاروفسكي أو يصنع من جلد الأبقار أو الغنم، أو حتى من جلد سمك السالمون، أو الكنغر. وتبلغ تكلفته ما بين 120 إلى 400 يورو، ووصل سعر أحد الموديلات إلى 700 يورو لما يتميز عليه من خصائص طبية. وحظيت الصنادل الألمانية بإعجاب المشاهير، كالممثل الألماني يورغن فوغل ولاعب الكرة النمساوي ترانكيلو بارنيتا. وذكرت غروندير شوت، مديرة الشركة أن "أحد نجوم هوليود ممن فازوا بجائزة الأوسكار اشترى أيضا من الشركة لكنه فضل عدم الكشف عن اسمه".
الانترنت ضمان للنجاح
وفي مقر الشركة، علقت على جدران المدخل بطاقات بريدية تتضمن تحيات وعبارات شكر، أو تعقيبات واقتراحات من قبل الزبناء لتطوير الموديلات. وبهذا الصدد أوضح كارستن فيبر، مدير مركز التسويق في الشركة، والمسؤول عن صفحة الشركة على الفيسبوك "أن الزبناء يهتمون بشكل خاص بالأحذية التي يصممونها بأنفسهم"، بل باتوا يمارسون حركة سياحية باتجاه موقع التصنيع، إذ توافد على المصنع عدد ليس بقليل من زبناء الشركة، "وهو ما لم يكن متوقعا من عاملي الشركة" حسب مدير مركز التسويق.
وتمثل صنادل "ماي فال" منتجا ألمانيا صرفا ويدويا بنسبة 80 في المائة. وقبل أن يتلقى الزبون الصندل جاهزا، عليه إرسال مقاس القدمين معا، بعد دسهما داخل علبة من الإسفنج، تبعثها الشركة مسبقا. وبعد قرابة أسبوعين يحصل الزبون على الصندل الذي طلبه. ويمر المنتج عبر خمس وعشرين مرحلة تصنيع، بدءا من زرع الضبانات العلاجية، مرورا بإلصاق البطانات الجلدية ووصولا إلى مرحلة التزيين. ويؤكد رئيس مكتب التسويق، أن نجاح الشركة مرتبط بالأساس بتقنية الانترنت، "فلولاه لما لقيت فكرة تصميم الأحذية الفردية طريقها إلى التطبيق".
كلاوديا بريفيزانوس/ وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي