شظايا مواجهات السودان تطال قوافل إجلاء..حيوانات برية لم تسلم
٢٣ أبريل ٢٠٢٣أعلنت نقابة أطباء السودان، اليوم الأحد (23 ابريل/ نيسان 2023) ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 264 حالة وفاة بين المدنيين و1543 حالة إصابة. وقالت النقابة، في منشور أوردته على صفحتها بموقع "فيسبوك" اليوم، إن الاشتباكات مازالت جارية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة وأسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى اللحظة في العاصمة والأقاليم.
وأشارت إلى أنه يوجد العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، لافتة إلى عدم التمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد. وكشفت النقابة عن أن أمس السبت شهد وفاة 8 مدنيين، وإصابة 89 آخرين، مشيرة إلى زيادة رقعة الاشتباكات خارج الخرطوم. في حين تشير أرقام أخرى إلى مقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، بين مدني وعسكري منذ بدء المعارك.
البابا يدعو للحوار
من جانبه دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد إلى "الحوار" في مواجهة الوضع "الخطير" في السودان. وقال البابا خلال قداس الأحد في ساحة القديس بطرس "للأسف فإن الوضع يبقى خطرا في السودان، ولهذا أجدد دعوتي لوقف العنف في أسرع وقت ولاستئناف الحوار". وأضاف البابا "ادعو الجميع للصلاة من أجل إخواننا وأخواتنا السودانيين".
استمرار عمليات الإجلاء وإصابة دبلوماسيين
وفيما تستمر عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، اتهمت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب عدة انتهاكات على بعثات دبلوماسية ليلة أمس السبت واليوم الأحد.
وأشار مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في منشور أورده على صفحته بموقع "فيسبوك" اليوم، إلى "سرقة العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي أثناء تسوقه بعد إنزاله من العربة وهروبهم بها".
وأضاف المتحدث أن "مليشيا الدعم السريع المتمردة اعتدت اليوم على موكب إجلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة". ولفت إلى "الاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار، مما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء"، مشيرة إلى إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في بري.
في حين قالت قوات الدعم السريع، في منشور أوردته عبر حسابها بموقع فيسبوك "تعرضت قوات الدعم السريع صباح اليوم إلى هجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم مرورا ببحري إلى أم درمان، مما عرض حياة الرعايا الفرنسين للخطر بإصابة أحدهم ونجاة بقية الرعايا".
كما أعلنت الخارجية المصرية اليوم الأحد، إصابة أحد أعضاء السفارة المصرية بطلق ناري في السودان. وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد، في معرض رده علي استفسار من عدد من المحررين الدبلوماسيين صباح اليوم حول الموقف بشأن عملية إجلاء أعضاء الجالية المصرية في السودان وأعضاء البعثة الدبلوماسية والبعثات الفنية الرسمية، إن "الدول التي لديها أعداد كبيرة من المواطنين تتجاوز العشرة اَلاف، مثل الحالة المصرية، تحتاج إلى عملية تخطيط مُحكمة وآمنة ومنظمة لضمان سلامة ودقة عملية الإجلاء، خاصة فى ظل التصاعد الخطير فى حجم المخاطر".
وأشار المتحدث، في بيان صحفي إلى أن "أحد أعضاء السفارة المصرية أصيب بطلق ناري بالفعل، وهو الأمر الذي يؤكد مرة أخرى علي ضرورة توخى أقصى درجات الحذر حفاظاً علي سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا فى السودان".
وأعلنت الولايات المتحدة أنها أخلت سفارتها في الخرطوم، وقالت واشنطن إن قواتها الخاصة ساعدت في إجلاء موظفي سفارتها من السودان، بينما أعلنت فرنسا بدء عملية إجلاء لمواطنيها ورعايا آخرين. لكن عمليات إجلاء تخطط لها دول أخرى ضمنها فرنسا تواجه على ما يبدو مشاكل اليوم
الأحد وسط معارك بين الطرفين المتناحرين.
نداء إغاثة لإنقاذ أسود وحيوانات جائعة
مع استمرار المعارك باتت حيوانات برية أيضا مهددة، حيث أطلقت إدارة حديقة السودان للحياة البرية اليوم الأحد نداء لمساعدة الحيوانات الموجودة في الحديقة من بينها 25 أسدا جائعا.
وقالت إدارة حديقة السودان للحياة البرية في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي إن "وضع الحديقة والحيوانات أصبح حرجا للغاية".
وتقع الحديقة في الباقير جنوب شرق الخرطوم قرب أحد المقرات العسكرية "التي تشهد اشتباكات بصورة يومية". وبحسب الحديقة "ضاق الحصار علينا لانقطاع الكهرباء وبدأ ينفذ مخزوننا من أكل وشرب الحيوانات" مؤكدة أنه منذ بدء المعارك "نواجه كل المخاطر بصورة يومية لأداء واجباتنا تجاه الحيوانات".
وتأوي الحديقة 25 من الأسود بالإضافة إلى ستة ضباع وأيضا العديد من القرود والطيور وستة غزلان واثنين من الجمال بالإضافة إلى كلاب وسناجب وقطط برية. وأكد البيان "تمت سرقة سيارتنا التي نستخدمها في أداء مهامنا وحتى الوقود صار يستحيل توفيره".
ع.ج/ م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)