شهادة إجازة للعمل كـ "بابا نويل"

وضع شتيفان دوسركر معداته في مطعم بمدينة كولونيا، فالبسكويت المصنوع بطعم القرفة ومناديل المائدة التي تحمل صور بابا نويل موضوعة بعناية على مائدة المطعم أمام الجالسين. يبدأ موسم العمل بالنسبة لدوسركر في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام. يتولى دوسركر مهمة  تدريب الراغبين في لعب دور بابا نويل. وتقدم لدورة اليوم 15 شخصا يجلس دوسركر معهم  في المطعم ليعلمهم المهارات التي يتعين على بابا نويل إتقانها ومن أهمها: القدرة على التنظيم والمشاركة الفعالة في مواقف جديدة وغير معتادة بالإضافة طبعا إلى المقدرة على التعامل مع الأطفال بشكل تربوي.

المحمول والتدخين والحلي من المحظورات على بابا نويل

هناك مجموعة من الملابس الحمراء ذات الأشكال المختلفة على علاقة الملابس. يمسك دوسركر بكل قطعة ويوضح للمتدربين المناسب منها وغير المناسب لبابا نويل. ويرفض دوسركر بشدة أن يرتدي المشاركون في دورته التدريبية، رداء الاستحمام الأحمر ويضعون ذقنا بيضاء مصنوعة من القطن إذ يرى أنه من الضروري أن يرتدي "بابا نويل الحقيقي" قبعته الشهيرة مع ذقن وشعر اصطناعي أبيض اللون ولا ينسى القفاز الأبيض. لكن كل شيء له ثمنه فتكلفة طقم الملابس الجيدة لبابا نويل تقدر بحوالي 500 يورو. وينبه دوسركر المتدربين إلى ضرورة التخلي عن ارتداء الحلقان الصغيرة في الأنف أو عند الحواجب وأيضا التخلي التام عن الحلي.

وتمتد قائمة الممنوعات لبابا نويل إذ يحظر عليه أيضا تناول المشروبات الكحولية أو الحديث في التليفون أو التدخين أثناء ارتداء زيه الشهير وعن هذا الأمر يقول دوسركر: "يجب التخلي عن كل الأشياء الحياتية التي يفعلها المرء بمجرد ارتداء ملابس بابا نويل فإذا وضع يده في جيبه لالتقاط هاتفه المحمول فسيخرج على الفور من الشخصية التي يلعبها".

"ماما نويل" فكرة لا يقبلها الأطفال

المجموعة المشاركة في الدورة التدريبية متنوعة للغاية فبينهم طلبة في الجامعات وأشخاص احترفوا تمثيل شخصية بابا نويل بالإضافة إلى سيدات. والسيدة الوحيدة المشاركة في الدورة التدريبية هذه المرة جاءت لدعم أحد المشاركين من ولاية سكسونيا السفلى. وترحب الدورة التدريبية بالمشاركة النسائية بيد أن دوسركر يرى أن هناك مشكلة في المصداقية عندما تلعب امرأة دور بابا نويل ويقول: "لا يقبل الأطفال فكرة "ماما نويل" لذلك ندرب السيدات على لعب دور الملاك المرافق لبابا نويل وهو دور لا يقل في الأهمية.

ويوضح دوسركر دائما لمتدربيه أن ما يفعلونه هنا ليس بغرض جني المال لكنهم يحملون رسالة مهمة. وعن سبب مشاركته في هذه الدورة قال أحد المشاركين: "أشارك في الأمر حتى أتمكن من رسم ابتسامة على وجه الأطفال وحتى أجعلهم يؤمنون من جديد بفكرة بابا نويل في حال نسوها".

تجربة الزي قبل العمل ضرورية

يكسب دوسركر راتبه عادة من العمل كمستشار دعائي أما وظيفته كـ "بابا نويل" فهي عمل جانبي وهواية في المقام الأول. بدأ دوسركر تمثيل دور بابا نويل قبل 18 عاما وبدأ في تقديم دوراته التدريبية منذ 13 عاما. وتبلغ رسوم المشاركة في الدورة 25 يورو  وهو مبلغ يرى دوسركر أن الهدف منه هو إثبات جدية من يشاركون في الدورة.

وهدف دوسركر من هذه الدورة هو توصيل المعرفة الحقيقية للأجيال الجديدة من "بابا نويل". وتجنبا لأي مواقف صعبة أو غير متوقعة ينصح دوسركر المتدربين بارتداء الملابس كاملة والجلوس بها لمدة ساعة أمام التليفزيون حتى يتعودوا عليها ويدركوا درجة الحرارة التي يشعرون بها داخل الملابس وما إذا كان الشعر الاصطناعي مريحا أم بحاجة لبعض التعديلات.

شهادة إجازة لبابا نويل

بعد مرور ثلاث ساعات من العمل، يقترب موعد انتهاء الدورة التي يختتمها دوسركر بالإجابة على جميع أسئلة الدارسين ثم منحهم شهادة إجازة. يمسك كريستيان شهادته بكل فخر ويقول: "أعجبني لفت نظرنا للكثير من المواقف التي يمكن أن نتعرض لها بالإضافة إلى توعيتنا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا عندما ندخل لمنزل عائلات". وفي الختام يجرب المشاركون ملابس بابا نويل ويحملون كيس الهدايا  استعدادا لعملهم المستقبلي.