شولتس: حررنا أنفسنا من التبعية للغاز الروسي ومستعدون للشتاء
٢٠ أكتوبر ٢٠٢٢أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن تفاؤله بأن الحرب الروسية ضد أوكرانيا والأزمة التي نشأت إثر ذلك سوف تقوي ألمانيا وأوروبا وأوكرانيا، مشددًا على أن ألمانيا "حررت أنفسها من التبعية (للغاز الروسي) ومستعدة للشتاء القادم".
وقال شولتس اليوم الخميس (20 تشرين الأول/أكتوبر 2022) في البيان الحكومي أمام البرلمان الألماني "بوندستاغ"، قبل بدء قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام "الجوع والطاقة" كأسلحة، وأوضح: "روسيا هذه في عهد بوتين لم تعد شريكًا تجاريا موثوقًا به، وأضاف: "كان بوتين يأمل في أن يتمكن من ابتزازنا من خلال قطع إمدادات الغاز. لكنه ارتكب خطأ هناك أيضًا (....) معًا سنجتاز الشتاء".
وطمأن شولتس مواطنيه القلقين بشأن أزمة الطاقة في البلاد بالقول: "حررنا أنفسنا من التبعية (للغاز الروسي) ومستعدون جيدًا في فصل الشتاء"، مؤكدًا أن بلاده لديها ما يكفي من موارد الطاقة للأشهر القادمة على الرغم من وقف توريدات الغاز الروسي، لافتًا إلى أنه تم بالفعل تجاوز نسبة مستوى الملء لخزانات الغاز التي تقدر بـ 95% والتي كان يتم السعي للوصول إليها في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
كما أشار شولتس إلى أن الغاز يتدفق من فرنسا إلى ألمانيا لأول مرة منذ أسبوع، كما يتم توسيع محطات الغاز الطبيعي المسال بسرعة، فضلًا عن الانتهاء من عقود التوريد الجديدة واتخاذ قرار بتمديد مؤقت لعمل ثلاث محطات نووية متبقية. وعلى الرغم من قرار إعادة محطات الطاقة التي تعمل بالفحم إلى الشبكة، أكد شولتس أن حكومته "لا تزال حازمة بشأن أهدافنا المناخية المعلنة".
وأعرب شولتس في الوقت ذاته عن امتنانه الكبير لمساعي التوفير التي قام بها كثير من المواطنات والمواطنين فيما يتعلق بالطاقة، وأكد أنه تم القيام بكل شيء "من أجل حماية بنيتنا التحتية الحساسة سويًا".
أما بشأن وضع سقف لأسعار الغاز المقترح في الاتحاد الأوروبي بهدف الحد من ارتفاع تكاليف الطاقة، قال شولتس إن ذلك لا يمكن أن ينجح إلا من خلال تعاون وثيق مع شركاء من خارج الاتحاد الأوروبي مثل كوريا الجنوبية واليابان.
وأضاف أن وضع سقف للأسعار "يحمل مخاطر قيام المنتجين ببيع غازهم في مكان آخر، وسينتهي بنا الأمر نحن الأوروبيين مع كمية أقل من الغاز بدلًا من المزيد منه"، وأوضح: "لهذا السبب على الاتحاد الأوروبي أن ينسق بشكل وثيق مع مستهلكي غاز آخرين، مثل اليابان وكوريا، حتى لا نتنافس مع بعضنا البعض".
وفي الوقت ذاته شدد على ضرورة التحدث مع منتجي الغاز بشأن وضع سعر مناسب، وتابع قائلًا: "إنني على قناعة بأن دولًا مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا أو النرويج، والتي تتضامن معنا في الوقوف إلى جانب أوكرانيا، لديها مصلحة في ألا تصير الطاقة في أوروبا باهظة الثمن".
شولتس: بوتين يتكهن بضعفنا لكنه مخطئ
وقال شولتس إن نهج الحرب الذي يتبعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا وضد العالم الحر بأسره سوف يفشل، وأضاف: "ستخرج أوكرانيا وألمانيا وأوروبا أقوياء من هذا الاختبار للتحمل- وسيصيرون أكثر اتحادًا وأكثر استقلالية عن ذي قبل". وتابع شولتس: "وحتى اتباع مثل هذا التكتيك الخاص بالأرض المحروقة لن يساعد روسيا في كسب الحرب... إنه يقوي فقط تصميم ومثابرة أوكرانيا وشركائها"، وأردف بالقول: "في النهاية يعد الإرهاب الصاروخي والإرهاب بالقنابل إجراء يائسًا- تمامًا مثل تعبئة رجال روس للحرب".
وأكد شولتس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدد العالم بشكل سافر وغير مسؤول تمامًا باستخدام الأسلحة النووية، وقال: "يسعى لزرع الخوف وللفرقة وللترهيب. إنه يتكهن بضعفنا. لكنه مخطئ. نحن لسنا ضعفاء". وشدد شولتس على أن ألمانيا ستساند وأن أوروبا ستتكاتف، وقال: "تحالفاتنا على مستوى العالم تتسم بالقوة واليقظة على نحو غير مسبوق. بوتين لن يحقق أهداف الحرب الخاصة به".
وأشار شولتس إلى أنه بينما يتم معاقبة الإبداع والمعارضة في روسيا، تقدم النقاشات المفتوحة ووسائل الإعلام الحر في ألمانيا محفزات مستمرة للتغيير وللتقدم، وقال: "يحط بوتين وأتباعه من شأن هذه القدرة وهذه القوة بشكل كبير".
مواصلة دعم أوكرانيا
وقال شولتس إنه واثق من أن أوكرانيا "ستنجح" في الدفاع عن نفسها، وأضاف: "وسوف ندعمها- طالما كان ذلك ضروريًا"، مؤكدًا أن "الحاجات المالية" لكييف "تمت تغطيتها" حتى نهاية العام. وصرح بأنه يرى أن "المجتمع الدولي المتحضر بأسره" مسؤول عن إعادة بناء أوكرانيا بعد انتهاء الحرب الروسية. وقال: "من يرى صور المدن والقرى التي تم تحريرها من روسيا، سيفهم: أن ذلك سيكون مهمة جيل، يتعين على المجتمع الدولي المتحضر بأسره حشد قواه لإتمامها".
وأكد المستشار الألماني أنه يتعين على الدول حشد قواها والتفكير اليوم في الطريقة التي يمكن من خلالها دعم أوكرانيا في إعادة البناء، وقال: "الخبر السار هو أن الاحتياج المالي لكييف حتى نهاية العام مغطى بشكل عملي"، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع يقومان بدور أساسي في ذلك.
وأعلن شولتس أن بلاده سوف تدرب سرايا أوكرانية كاملة تضم ما يصل إلى خمسة آلاف جندي، وذلك حتى الربيع القادم، وأوضح: "نؤكد بذلك استعدادنا للمشاركة بشكل دائم في بناء قوات أوكرانية قوية - يدًا بيد مع شركائنا". وأشار المستشار الألماني إلى اتفاق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين الماضي على مهمة تدريب جديدة لنحو 15 ألف جندي أوكراني، وأوضح أن أحد المقرين الرئيسيين لهذه المهمة سيكون في ألمانيا، داعيًا لتكثيف التنسيق الأوروبي والدولي في الدعم العسكري لأوكرانيا.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب)