شولتس يحذر من هجوم واسع على رفح وغانتس يطالب بخطة من ست نقاط
١٨ مايو ٢٠٢٤خلال فعالية انتخابية أقامها الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مدينة كارلسروه اليوم السبت (18 مايو/ أيار 2024)، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس إسرائيل من شن هجوم شامل محتمل في مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة الفلسطيني وطالب بزيادة المساعدات للسكان الفلسطينيين.
وقال شولتس المنتمي للحزب الاشتراكي خلال الفعالية التي جاءت في إطار انتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها في ألمانيا في التاسع من حزيران/يونيو المقبل: "نحن متفقون على أننا في ألمانيا وفي أوروبا وكذلك في الحكومة الأمريكية أيضا أن من غير المسؤول التفكير في شن هجوم الآن على رفح التي لاذ إليها ملايين اللاجئين وهم بلا حماية. لا يمكن أن ينتهي هذا الأمر بشكل جيد".
وطالب شولتس أيضا بضرورة توصيل مساعدات إنسانية كافية إلى غزة، وهو ما صاحبه هتافات عالية من عشرات المحتجين ضد حرب غزة.
وقال شولتس: "500 شاحنة يوميا هو الحد الأدنى. من يشن حربا، يتحمل المسؤولية أيضا عن الجانب الإنساني والسكان المدنيين الذين هم ضحايا الحرب".
يذكر أنه رغم التحذيرات الدولية المشددة، تقدم الجيش الإسرائيلي من الشرق إلى مدينة رفح في القطاع المحاصر قبل أكثر من أسبوع، كما أعلنت إسرائيل اليوم عن استئناف عملياتها في رفح ووسط وشمال القطاع الواقع على ساحل البحر المتوسط.
وتقول القيادة الإسرائيلية إنها تهدف من خلال عمليتها في رفح إلى تدمير آخر كتائب لحركة حماس يعتقد أنها موجودة في المدينة الواقعة على الحدود المصرية.
توغل بشمال غزة واستعادة جثة رهينة
وقال مسعفون وسكان إن قوات ودبابات إسرائيلية توغلت اليوم السبت في مناطق مزدحمة بشمال قطاع غزة كانت قد تجنبتها من قبل خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وفي إعلان وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه نتيجة معلومات مخابرات جُمعت خلال التوغلات الأخيرة، قال الجيش إنه استعاد جثة رجل كان من بين أكثر من 250 رهينة احتجزتهم حماس في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. وذكر الجيش في بيان مقتضب أنه عثر على رفات رون بنيامين مع رفات ثلاث رهائن آخرين أعلن عنهم أمس الجمعة.
ولم يصدر بعد أي تعليق من حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
خلافات الحكومة الإسرائيلية حول غزة تخرج إلى العلن
وخرجت انقسامات في الحكومة الإسرائيلية حول الحرب في غزة للعلن هذا الأسبوع بعد أن طالب وزير الدفاع يوآف غالانت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتقديم استراتيجية واضحة مع عودة الجيش لمحاربة مسلحي حماس في مناطق كان قد أعلن قبل أشهر أنه أخرجهم بالفعل منها.
وتعكس تصريحات غالانت، الذي قال إنه لن يوافق على تشكيل حكومة عسكرية تدير القطاع، القلق المتزايد في أروقة المؤسسة الأمنية من افتقار نتنياهو لرؤية محددة حول من سيدير القطاع بعد الحرب.
وأبرزت تصريحاته كذلك الانقسام الحاد بين الجنرالين السابقين عضوي مجلس الحرب الإسرائيلي المنتميين إلى تيار الوسط، بيني غانتس وغادي أيزنكوت، اللذين أيدا دعوة غالانت، وبين الأحزاب الدينية القومية اليمينية المتشددة بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير التي أدانت التعليقات.
ويتمسك نتنياهو، الذي يكافح من أجل الحفاظ على الائتلاف الحاكم الذي تتزايد الانقسامات في صفوفه، حتى الآن بتعهده بتحقيق النصر الكامل على حركة حماس.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن من المحتمل الاستعانة بزعماء عشائر فلسطينيين أو شخصيات أخرى من المجتمع المدني لملء الفراغ، ولكن لا يوجد ما يدل على تحديد أي زعماء، قادرين أو راغبين في أن يحلوا محل حركة حماس، كما لم تعرض أي دولة عربية صديقة المساعدة.
وقال يوسي ميكيلبيرغ الباحث المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس "الخيارات بالنسبة لإسرائيل هي إما أن ينهوا الحرب وينسحبوا، أو أن يشكلوا حكومة عسكرية لإدارة كل شيء هناك، وأن يسيطروا على المنطقة بأكملها لفترة من الوقت لا أحد يعرف نهايتها، لأنه بمجرد أن يغادروا منطقة ما، ستظهر حماس مجددا".
غانتس: الالتزام برؤية متفق عليها أو الانسحاب
في غضون ذلك هدد الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس السبت بالاستقالة ما لم يصادق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطة من ست نقاط لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
وقال غانتس في خطاب متلفز "يجب على حكومة الحرب صياغة والموافقة بحلول 8 حزيران/يونيو على خطة عمل تؤدي إلى تحقيق ستة أهداف استراتيجية ذات أهمية وطنية... (أو) سنضطر إلى الاستقالة من الحكومة".
وأوضح أن الأهداف الستة تشمل الإطاحة بحماس، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، وإعادة الرهائن الإسرائيليين.
وأضاف "إلى جانب الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية، إقامة إدارة أميركية أوروبية عربية وفلسطينية تدير الشؤون المدنية في قطاع غزة وتضع الأساس لبديل مستقبلي بعيدا عن حماس و(محمود) عباس" رئيس السلطة الفلسطينية.
كما حثّ على تطبيع العلاقات مع السعودية "كجزء من تحرك شامل لإنشاء تحالف مع العالم الحر والعالم العربي ضد إيران وحلفائها".
وأضاف غانتس في مؤتمر صحفي أنه يريد من حكومة الحرب وضع خطة من ست نقاط بحلول الثامن من يونيو/ حزيران. وقال غانتس إنه في حالة عدم تلبية توقعاته، فسوف يسحب حزبه المنتمي لتيار الوسط من حكومة الطوارئ التي يرأسها نتنياهو.
ص.ش/أ.ح/ هـ.د (د ب أ، رويترز، أ ف ب)