صحف ألمانية: الأسد جزء من الأزمة بقدر ما هو جزء من الحل
١٧ مارس ٢٠١٥قللت الخارجية الأميركية من مضمون التصريحات التي أدلى بها الوزير جون كيري، مؤكدة أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون "أبدا" طرفا في مفاوضات السلام في سوريا. وكان كيري قد صرح في مقابلة بثتها شبكة "سي بي إس" الاميركية، السبت الماضي، ردا على سؤال حول احتمال التفاوض مع الأسد، حيث قال "حسنا، علينا أن نتفاوض نهاية الأمر". في الصحف الألمانية أثارت تصريحات كيري مواقف متباينة.
اعتبرت صحفية "فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ" أنه لم يعد هناك خيار للدول الغربية سوى نظام الأسد أو تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، واستطردت قائلة:
" في البداية تفاوض ممثلون عن الحكومة الأمريكية مع النظام السوري في أماكن سرية. والآن، يصرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل علني ما كان يعتبر من التابوهات منذ فترة طويلة: لايلوح في الأفق حل عسكري للحرب الدائرة في سوريا. والحل السياسي هو أيضا شرط أساسي للنجاح في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ، غير أن التوصل لهذا الحل لايمكن أن يتم دون التفاوض مع الرئيس بشار الأسد. نعم، إن الاسد لعب لعبة ساخرة: فقد عمل أولا على قهر المعارضة الضعيفة ثم ساهم لاحقا في تعزيز تنظيم داعش دون أن يحرك ساكنا. يبدو أنه نجح في هذا التكتيك، ومعه فشلت سياسة الغرب، التي كانت مصممة على إسقاط الأسد. في ساحة المعركة السورية لم يعد للغرب خيار آخر عدا الأسد أوتتنظيم الدولة الإسلامية. في حين يبدو خطر تنظيم الدولة الإسلامية أكبر من مخاطر نظام الأسد."
وفي موقف آخر اعتبرت صحفية "تاغس تسايتونغ" الصادرة في برلين أن نظام الأسد هو المسؤول الرئيسي عن الأوضاع الحالية في البلاد، وكتبت:
" الحرب الدموية الشنيعة التي تجاوزت عامها الرابع في سوريا، يجب أن تنتهي. ولكن يجب أن لا يبدو ذلك كنجاح لنظام الأسد، المسؤول عن مقتل 200 ألف شخص من أجل البقاء في السلطة (...) بروز تنظيم "الدولة الإسلامية" جاء كنتيجة للنزاع السوري ولم يكن هو السبب في ذلك. وبهذا فإن الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" هي حرب ضد أعراض المرض وليس ضد مسببات المرض – أي الحرب في سوريا"
من جهتها ترى صحيفة " زود دويتشه تسايتونغ" أن مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل أولوية أساسية لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة. وكتبت الصحيفة في معرض تعليقها على سبل حل الأزمة السورية، التي دخلت عامها الخامس، ولاحظت:
" لا مفر من إعطاء الأولوية لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولكن لا تشكل هذه الاستراتيجية الحل الأفضل لإنهاء الحرب. ، فالأسد هو الرجل الذي له إمكانيات التحرك في سوريا. ولكن السؤال هو ما إذا كانت لديه أيضا الإرادة لمواجهة التنظيم، فهو يترك الجهاديين وشأنهم دون أي تدخل عسكري من جانبه، طالما يقوم هؤلاء بخدمة مصالحه عبر قطع رقاب المعارضين المعتدلين. وفي الوقت نفسه، يرهب المدنيين بالبراميل المتفجرة والمدفعية. وهو يرى أنه على صواب في الموقف المنطلق من أن جميع المسلحين إرهابيون وأنه ضحية مؤامرة. وحتى وإن تم تحرير سوريا والعراق من تنظيم "الدولة الإسلامية" فلن يذهب الأسد للمنفى بشكل طوعي. ولكن العديد من السوريين لن ينسوا القتلى والدماء التي سالت على يده. بالنسبة لمعظم الضحايا تعود المسؤولية في ذلك للنظام. وفي نفس الوقت يكون الأسد جزءا من المشكلة، بقدر ما هو أيضا جزء من الحل".