صحف ألمانية: حماس عدلت ميثاقها لتجاوز بؤسها الذاتي
٣ مايو ٢٠١٧علقت الصحف الألمانية على "وثيقة حماس" الجديدة، التي لم تشر إلى "تدمير إسرائيل"، الصحف كانت متشككة في تعليقاتها، والبداية مع صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" التي تقول:
"ليس هناك سبب للمدح فقط لأن حماس تخلت عن الدعوة إلى تدمير إسرائيل (...) الفرصة تكمن بالأحرى في أن حماس ـ لأول مرة منذ تأسيسها ـ كشفت على الأقل عن طريق مواز لهذا الكفاح. والعامل المحفز في ذلك هو بؤسها الذاتي، فهي لم تتسبب فقط في عزلة مليوني نسمة في قطاع غزة عن العالم الخارجي، بل عزلت نفسها أيضا. وبالتالي فهي الآن رهينة بالدعم من الخارج، وهذا يتطلب انفتاحا. وعليه فإن حماس تقوم بالخطوات الأولى في الاتجاه الذي سلكته منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات في الثمانينات. وهذا لا يغير شيئا في أنها تبقى عدوا خطيرا بالنسبة إلى إسرائيل. لكن القاعدة القديمة التي تقول بأنه يجب إبرام السلام ليس مع الأصدقاء وإنما مع الأعداء تبقى قائمة".
ويرى محللون أن خطوة حماس الأخيرة بإصدار وثيقة سياسية جديدة هي محاولة لتخفيف التوترات مع حلفائها الإقليميين وتلطيف الأجواء مع المجتمع الدولي. ويعتبر دبلوماسيون أنه على الرغم من أن التعديلات ايجابية، فهناك حاجة إلى مزيد من الأدلة المقنعة بأن الحركة الإسلامية قامت بالفعل بتغيير نهجها. وفي هذا الإطار جاء ما يلي في تعليق صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ:
"لا يحق مبدئيا استبعاد قدرة أي شخص على التعلم. وعليه قد يكون من المحتمل أن لاحظ زعماء حركة حماس الحاكمة منذ عشر سنوات في قطاع غزة أنهم لم يكسبوا شيئا "لسكانهم" من خلال نهجهم المتعصب المعادي لإسرائيل. وفي هذه الحال سيكون من المهم أن لا تتضمن الوثيقة الأخيرة لحماس مبدأ تدمير إسرائيل. لكن عندما يقول خالد مشعل زعيم المنظمة إنه يأمل في أن يتغير الآن موقف الأوروبيين وآخرين تجاه حماس، فإن هذا يبدو ضربا من الانتهازية الرخيصة. وتليين المواقف من الجانب الإسرائيلي هو على كل حال غير متوقع".
وتلتزم الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى في المجتمع الدولي الصمت تجاه هذه الوثيقة الجديدة لحماس، بينما لم يصدر أي رد فعل عن الدول العربية. ولم يصدر أي تعليق من مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على الوثيقة، التي اعتبرت صحيفة "تاغستسايتونغ" الصادرة ببرلين أنه يجب التعامل معها بإيجابية، وكتبت تقول:
"حماس تزيل بالميثاق المعدل عقبات إيديولوجية أمام التوافق الفلسطيني الداخلي. فبعد عشر سنوات من الانقسام باتت وحدة فلسطين بالنسبة إلى الفلسطينيين ملحة مثل التحرر من الاحتلال. فقط من خلال تعاون حركتي حماس وفتح يمكن تنظيم الانتخابات التي طال انتظارها. وفقط عندما يُدار قطاع عزة والضفة الغربية من قبل حكومة مشتركة ستجد إسرائيل نفسها أمام شريك جدي لمفاوضات السلام. البراغماتيون في صفوف الإسلاميين في قطاع غزة يكسبون قوة التأثير. ووجب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أي حال اعتبارهم شركاء".
ر.ز/ م.أ.م