صحف ألمانية: نهج البرزاني يضر بخطط الاستقلال في شمال العراق
١٧ أكتوبر ٢٠١٧استردت الحكومة المركزية العراقية السيطرة على أراض في مختلف أنحاء شمال البلاد من الأكراد، موسعة نطاق حملة مفاجئة ومؤثرة أدت لتغير ميزان القوى في البلاد بين عشية وضحاها. ويأتي ذلك بعد الاستفتاء الذي أجري في إقليم كردستان العراق نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، الذي اعتبره مسعود البرزاني غير ملزم والغرض منه أن يمثل تفويضاً شرعياً للتفاوض مع بغداد والدول المجاورة بشأن انفصال المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد عن العراق.
لكن صحيفة تاغستسايتونغ انتقدت سياسة البرزاني، وكتبت تقول:
"غامر البرزاني بتنظيم الاستفتاء حول الاستقلال الذي لا ضرورة له وهو يخاطر بخسارة الكثير. وفي النهاية قد تنزلق محافظة كركوك مجدداً تحت مراقبة الحكومة المركزية، بل إن استقلال الأكراد يصبح في مجمله مهدداً. فبدون استراتيجية واضحة ولا حلفاء وبدون أدنى فرصة في أن يعترف المجتمع الدولي باستقلال كردي وضع البرزاني الفتيل في برميل بارود يهدد بالانفجار في وجه جميع الأكراد العراقيين. وكيفما نقيم الاستحقاق الأخلاقي للأكراد في تأسيس دولة مستقلة، فإن هذا لا يعبر عن سياسة ذكية".
من جانبها تمنت صحيفة فرانكفورتر روندشاو ألا تتسبب هذه التطورات في اشتعال حرب جديدة، وكتبت تقول:
"يبقى الأمل في أن لا يعدو أن يكون النزاع العسكري بين الحكومة المركزية العراقية والأكراد المستقلين جزئياً مناوشة فقط. حينها فقط يمكن تفادي تفجر حرب جديدة في بلاد الرافدين. لكن من أجل ذلك وجب أن يلين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أو رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني موقفيهما. لكن للأسف الوضع ليس كذلك".
صحيفة باديشه تسايتونغ تساءلت عن مصير الدور الألماني في دعم الأكراد، وكتبت في تعليقها تقول:
"ألمانيا نفسها توجد في مأزق، فالأكراد يمكن أن يطلقوا النار بأسلحة ألمانية على جنود عراقيين. والمساعدة العسكرية في أوج التهديدات الناجمة عن تنظيم داعش لم تكن خاطئة بصفة تلقائية. لكن يجب التساؤل هنا: هل بُذلت كل الجهود لتفادي النزاع الذي يهدد الآن".
أما صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ فقد ذهبت في تعليقها إلى أبعد من ذلك وتنبأت بتفجر نزاعات إضافية، وكتبت تقول:
"النزاع الحالي تفجر، لأن بغداد تطالب الأكراد باسترجاع مدينة كركوك التي أنقذها الأكراد قبل ثلاث سنوات من قبضة تنظيم داعش. وإذا تحلى الطرفان بالحكمة، فإن الأمر سيقتصر على حرب باردة بين حكومة الإقليم الكردية وبغداد وسيجدان حلاً تفاوضياً. لكن النزاع القادم يهدد، لأن العربية السعودية وإيران تقويان دعمهما للسنة والشيعة. والحال ليس مختلفاً في سوريا المجاورة: فبعد الهزيمة العسكرية لداعش، تتجه هناك الأنظار إلى الصراع المحدق حول الوجود الإيراني الذي غير البلاد".
ر.ز/ م.أ.م