صحف ألمانية وأوروبية: سوريا بدون الأسد قد تكون شريكا موثوقا
٣١ مايو ٢٠١٢صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ تناولت الوضع في سوريا، وكتبت تقول:
"حتى لو نجح الأسد عاجلا أم آجلا في إخماد حركة الاحتجاج، فإنه لن يتمكن بعد الآن مجددا من التربع في مأمن على كرسي السلطة. حل تفاوضي لنقل السلطة وفق النموذج اليمني قد يكون ممكنا. لكن الأسد يبدو غير مستعد لتسليم اللجام عن طيب خاطر من يديه. والكرملين فقط هو الوحيد الذي قد يكون قادرا على إقناعه بتغيير موقفه. لكن يجب أولا أن يقتنع الكرملين هو الآخر بأن سوريا بدون الأسد قد تكون شريكا موثوقا به في الشرق الأوسط. إذن لا يزال أمام الدبلوماسيين بذل الكثير من جهود الإقناع".
صحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونغ انتقدت دعم روسيا المستمر لسوريا، وكتبت تقول:
"وأخيرا كشرت المجموعة الدولية الغربية على الأقل بعض الشيء عن أنيابها في النزاع مع بشار الأسد: فالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ودول إضافية من الاتحاد الأوروبي طردت السفراء السوريين. غير أن هذه العملية الدولية المنسقة ليست موجهة في الأثناء فقط لسوريا وحدها. فطرد السفراء هو بمثابة السبابة الموجهة بصفة خاصة لروسيا. إنها فضيحة أن تظل موسكو رغم مذبحة الحولة متمسكة بدمشق. وإذا قرعت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي الآن السيف الدبلوماسي الأكثر حدة، فإن ذلك سيجعل الكرملين يفكر في النهاية مليا في الأمر".
صحيفة تاغسشبيغل لفتت الانتباه إلى مسألة تحول النزاع في سوريا إلى حرب بالوكالة، وكتبت تقول:
"هكذا يتفرج العالم على حرب أهلية دموية. كما أن تدخلا عسكريا بات في الأثناء متأخرا ـ حتى لو أن فرصة أتيحت لذلك في البداية خلال المظاهرات السلمية، فاليوم أصبحت الجبهات غير واضحة حتى في صفوف المعارضة المنقسمة فيما بينها في الداخل والخارج. ولا يظهر في الأفق حصول وفاق. لكن العالم عليه أن يتساءل، هل هو يريد تأجيج الحرب الأهلية بمبيعات الأسلحة: روسيا وإيران تقدمان الإمدادات للنظام، ودول الخليج، وربما بصفة غير مباشرة الولايات المتحدة الأمريكية، تمد الطرف الخصم. وعلى هذا النحو تتطور حرب بالوكالة لم نشهد لها مثيلا منذ نهاية الحرب الباردة".
صحيفة لوكسمبورغر فورت علقت على دور الأمم المتحدة في سوريا، وكتبت تقول:
"إلى جانب الخلافات السورية الداخلية بين مؤيدي النظام وقوى المعارضة يتدخل فاعلون أجانب كثر يخدمون مصالحهم الجيو سياسية. وبناء على هذه الخلفية يظهر أنها حيلة تتمثل في لجم الأمم المتحدة والسماح لها فقط بإرسال مجموعة من المراقبين اللطيفين إلى سوريا من قبل مجلس الأمن. ولو اعتمدنا على الاستحقاق الأخلاقي للأمم المتحدة، لكان واجبا عليها في الحقيقة التخلي عن هذا النوع من مهمة الدمية. قضية سوريا تبين أكثر من ذي قبل الحاجة إلى أمم متحدة قوية تكون قادرة على التحرك بصفة مستقلة في التعامل مع نزاعات داخلية، كما هو الحال في سوريا. كما أن الكارثة السورية تفضح أن الصين لا تزال بعيدة على مستوى السياسة العالمية عن لعب الدور الذي ينمو باطراد على المستوى الاقتصادي للإمبراطورية الصينية".
إعداد: م أ م
مراجعة: أحمد حسو