صحف: الخلاف بين ميركل وزيهوفر قد يدخل كل أوروبا في أزمة
٢ يوليو ٢٠١٨تنتقد صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار، من حين لآخر في تعليقاتها سياسة اللجوء للمستشارة أنغيلا ميركل، وتبدي الصحيفة الآن تفهما لنهج وزير الداخلية هورست زيهوفر تجاه المستشارة، فكتبت تقول:
"المستشارة أنغيلا ميركل كانت تعتزم التخلص من هذا الخلاف بتدابير زائفة من بروكسل. وهذا تمثل في إعلانها أنها نسقت مع 14 بلدا حول استعادتها بشكل سريع للاجئين، في الأثناء نفت ثلاث دول حصول هذا التنسيق. ولا يمكن تقييم هذا إلا كحيلة للاحتفاظ بالسلطة. وهذا مخجل بالنسبة إلى ألمانيا، ويجب الآن حسم الخلاف. وبدون الحزب المسيحي الاجتماعي لما وُجد هذا الخلاف. وبدون الحزب المسيحي الاجتماعي كان المرحلون الذين هناك حظر على دخولهم، سيدخلون البلاد دون معرفة شيء عن ذلك".
صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" تنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، وتقول:
إن "زيهوفر يثير نهاية التحالف في وقت وافقت فيه ميركل على تسعين في المائة من النهج المتشدد للحزب المسيحي الاجتماعي حول اللجوء، فماذا وراء هذا العناد؟ قبل كل شيء، زيهوفر غاضب من نفسه، لأنه لم يوقف ميركل عام 2015 عندما تركت الآلاف يدخلون إلى البلاد يوميا. إنه يثق بنفسه فقط في وضع سياسة هجرة جيدة. وسمعة المستشارة ستتأذى أكثر إذا تركت الحزب المسيحي الاجتماعي يمارس اللعبة".
الصحافة الأوروبية بدورها تنظر بقلق إلى الأزمة الحكومية في برلين، والعديد منها يتساءل عن المستقبل السياسي للمستشارة أنغيلا ميركل، مثل صحيفة "كورييره دي لاسيرا" الإيطالية التي كتبت تقول:
"المستشارة يمكن لها أن تأمل الآن في أن يتخلى الحزب المسيحي الاجتماعي عن زعيمه زيهوفر ويواصل دعمها على المستوى الوطني. وإلا فإنها قد تميل إلى اليسار وتضم الخضر إلى الحكومة أو تدعو إلى انتخابات مبكرة. المستشارة دفعت ثمنا باهظا لسياستها الخاصة بالهجرة ودفاعها عن التماسك الأوروبي".
أما صحيفة "لا ريبوبليكا" من روما فقد كتبت تقول:
"حتى ولو أنها تجاوزت الأزمة السياسية الداخلية الراهنة، فإن أنغيلا ميركل تبدو اليوم وقد ضعفت كثيرا في أوروبا (...) والمشكلة هي أن المستشارة فقدت هذا الدور السياسي المحوري في الاتحاد الأوروبي، والذي منحها سلطة لا جدل فيها طوال سنوات".
من جانبها كتبت صحيفة "دي بريسه" النمساوية الصادرة في فيينا تقول:
"ميركل أعلنت البارحة أنها تسعى إلى تقليص الهجرة. لكن الوقت بات متأخرا بالنسبة للعقلانية، وتضافر مختلف العمليات قد لا يدخل ألمانيا وحدها في أزمة، بل جميع أوروبا".
صحيفة "دي تيجد" البلجيكية كتبت في هذا السياق تقول:
"مادامت الحكومة الألمانية لم تنجح في وقف الجدل الداخلي حول التعامل مع إشكالية الهجرة، فإنه سيكون من الصعب إيجاد حل أوروبي. على ألمانيا أن تحقق بسرعة وضوحا في الرؤية".
وبدروها علقت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية على الأزمة الحكومية الألمانية، بأن:
"المستقبل السياسي "للقيصرة" (ميركل) يتأرجح... ما يحصل اليوم في برلين هو تحذير لأنغيلا ميركل ولشركائها في الاتحاد الأوروبي أيضا".
ر.ز/ م.أ.م